المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

حديث إرم ذات العماد
5-2-2016
إثبات الامتناع عن الوفاء في الشيك ومدته
27-4-2017
رأي صاحب المنار في الجن
16-10-2014
تغير الكتلة مع السرعة
26-4-2016
شرط حتمية وفاء الله
2023-03-21
تفسير آية (115) من سورة النساء
22-2-2017


ماهو الزواج!  
  
2205   11:54 صباحاً   التاريخ: 18-4-2022
المؤلف : الشيخ حسين قازان
الكتاب أو المصدر : إستعد للزواج
الجزء والصفحة : ص13ــ16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2021 5350
التاريخ: 10-4-2022 2066
التاريخ: 2024-01-01 1050
التاريخ: 14-1-2016 2074

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا العالم من جسد وروح، ولكل منهما حاجاته التي لا يمكن تجاهلها أبداً، فالجسم يحتاج إلى الغذاء بمختلف أصنافه وأنواعه من طعام وشراب، ويحتاج إلى الرياضة ليكون قوياً صلباً، وكذلك الروح فلها حاجات أيضاً، فهي تحب العلم والمعرفة وتعشق الجمال والكمال وتبحث عن الحب والأمان لتكون مطمئنة، وتظل تبحث عن هذه الحاجات وغيرها دون كلل أو ملل لتصل إلى الهدف المنشود، إلى لقاء الله عز وجل حيث العلم والحب والجمال والقدرة والغنى الذي لا فقر ولا جهل ولا ضعف معه أبداً. فما عند الله لا يزول ولا ينتهي أبداً. قال الله تعالى:

{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].

وفي آية أخرى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [القصص: 60].

فللروح غذاء وحاجات كما أن للجسد حاجات من طعام وشراب و..، فلو أتينا إلى حاجة الحب عند الإنسان فإننا نجدها حركة دائمة لا تتوقف أبداً. فالمرء عندما يولد يحب أمه ثم أباه ثم أخوته وأقاربه، وبعد ذلك الرفاق والأصدقاء، إلى أن يبلغ. فيبحث عن الأنيس والحبيب لتتحد روحه معه وتسكن إليه، ويسيران معاً نحو الحب الذي لا يعرف النهاية أبداً، نحو الله تعالى. فالمرأة سكن الرجل ومستراحه، والرجل أمان المرأة وملاذها، وكل منهما يبحث عن الآخر ويبتغيه. وهنا يأتي الزواج الذي يجمع بين المرأة والرجل على أساس واحد هو المودة والرحمة. وقد وصف تعالى هذه العلاقة الزوجية بالآية حيث قال عز من قائل:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

فالزواج حاجة عاطفية للروح، وهو أيضاً تلبية وسد للحاجة الحميمية التي تضغط على كل من الرجل والمرأة، وليست السلامة في الهروب منها أو تركها، ولا في إقامة العلاقات غير المنضبطة إنما هي في الزواج الذي حلله الله تعالى وارتضاه.

فالزواج هو الارتباط الروحي ثم الجسدي بين الرجل والمرأة، وتعانق قلبين طاهرين في ائتلاف روحيهما، والحب هو أساسه، حيث يمزج بين روح المرأة والرجل فيتحدان حول القيم والأهداف.. قال مولى المحبين علي عليه السلام: "المودة تعاطف القلوب في ائتلاف الأرواح(1). 

ولو تأملنا في قصة زواج أبينا آدم عليه السلام أمنا حواء لتبين لنا أكثر ما هو الزواج.

قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام:

"ثم ابتدع (الله تعالى) له حواء.. فقال آدم عند ذلك يا رب ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا آدم، هذه أمتي حواء، أفتحب أن تكون معك تؤنسك وتحدثك وتكون تبعا لأمرك؟ فقال (آدم): نعم يا رب، ولك علي بذلك الحمد والشكر ما بقيت. فقال الله عز وجل: فاخطبها لي فإنها أمتي، وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة، وألقى (الله) عليه (آدم) الشهوة.. فقال (آدم): يا رب فإني أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟

فقال عز وجل: رضاي أن تعلمها معالم ديني"(2).

يقول آية الله عبد الله الجوادي الآملي في توضيح هذه الرواية المباركة"

"... قرب ونظرة آدم إلى حواء كان عامل انسه، والله جعل هذا الأصل أساسا لارتباطهما معا، وهذا الأنس الإنساني كان قبل ظهور غريزة الشهوة الجنسية.. ثم يقول. إن الله لقن آدم الميل الجنسي وشهوة الزواج، وكان ذلك بعد مسألة الأنس والمحبة(3).

إذاً فليس الزواج كما يفهمه البعض عبارة عن تلبية حاجة جنسية فقط. إنما هومبادلة روح بروح(*) على أساس الحب والمودة، وإن كان للشهوة الجنسية فيه دور مهم وكبير.

وقد دعا أهل البيت عليهم السلام الى الزواج الذي فيه تلبية لنداء الروح أولاً. ولحاجة الجسد ثانياً، ويتبينوا أهمية ذلك بوسائل شتى فجعلوه من سنتهم (عليهم السلام) حيث قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

"تزوجوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا ما كان يقول: من كان يحب أن يتبع سنتي فليتزوج فإن من سنتي التزويج"(4).

من هنا صار الزواج من المستحبات التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية. وذلك لما له من ثمار كثيرة طيبة على مستوى الفرد والمجتمع. ويكفينا أنه من سنن النبي وآله عليهم السلام. يقول الإمام الخميني قدس سره:

"وهو (الزواج) من المستحبات الأكيدة. وما ورد في الحث عليه والذم على تركه مما لا يحصى كثرة. فعن مولانا الباقر عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بني في الإسلام بناء أحب إلى الله تعالى من التزويج». وعن مولانا الصادق عليه السلام: «ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب». وعنه عليه السلام: "رذال موتاكم العزاب... وفي خبرأخرعنه عليه السلام "أكثر أهل النار العزا ب..."(5).

_______________________________

(1) الحكم من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ج2.

(2) من لا يحضره الفقيه ج1.

(3) المرأة في مرآة الجمال والجلال.

* يقول الشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله): ((أما الزواج فمبادلة روح بروح، وعقده عقد رحمة ومودة، لا عقد تمليك للجسم بدلاً عن المال)).

(4) ميزان الحكمة باب207.

(5) تحرير الوسيلة ج2. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.