هناك عنصر هام آخر يتصل بالعناصر السابقة وإن كان أقرب إلى الطابع المهني، وهذا العنصر هو ما يطلق عليه: القابلية للتنفيذ ، وذلك لأن ليست كل الأفكار مما يمكن أن تكون صالحة للتنفيذ، فقد يكون بعضها صالحاً للتنفيذ في وقت معين، أو موسم دون آخر (مع حجاج بيت الله الحرام مثلا) أو مع منظمي دورة ترتبط بموسم دون آخر بحيث لا يجتمعون من بلادهم إلا خلاله، أو لأن السلطات لا تسمح (حديث أثناء مناورات أو داخل غواصة) أو لأن الأفراد المقصودين أنفسهم لا يسمحون (زعماء العصابات الإرهابية كالمافيا والألوية الحمراء)، أو خوفا من كشف أمورهم ووقوعهم في يد السلطات (المطاردين ومهربي المخدرات وزعماء المعارضة والموتورين من القائمين بالحكم الحالي وغيرهم) وهكذا.

وقد يحتاج الوصول الى المحدثين مجهوداً ووقتاً طويلين وعملاً شاقاً ، في بعض الأحيان، وربما يتعرض خلاله المحرر أو المحررة للأخطار، وربما لخطر القتل أيضاً، وربما لا تسعف المحرر صحته، وطبيعة المرحلة الزمنية مسن عمره على تنفيذ بعض المقابلات الشاقة، أو الخطيرة، ومن المعترف به أن كبار الصحفيين لن يستطيعوا العودة إلى الوراء لإعادة  تتفيد مقابلاتهم التي اشتهروا بها، وكانت هي من أبرز ما لفت الأنظار إليهم، بالإضافة إلى شيء آخر فقد ترى الصحيفة أن العائد من وراء النشر لن يكون موازياً لذلك القدر من الجهد والتكاليف- النفقات- التي يمكن أن تتحملها ميزانية الصحيفة ويزيد الأمر حدة بالنسبة للصحف الفقيرة، أو محدودة الميزانية التي توازن في دقة تامة بين كل سنت أو فلساً تنفقه بين العائد او الدخل لذلك فإن الأفكار مهما كانت انعكاسا لمواهب المحررين، لابد لا من الدعم المادي والنتيجة المطمئنة، وإلا فعلى المحرر أن يبحث عن فكرة أخرى تكون أقل تكلفة حتى وإن كانت اقل أهمية وجاذبية.. إنه منطق موجود، وله أنصاره ومؤيدوه، وهؤلاء لا بد وأن يستمع اليهم.. وهكذا.