العلاقة بين النظم الحيوية والبيئية

تأمل الشكل (1) ولاحظ أن النظام الحيوي يتكون من عناصر حية (نباتات وتربة وحيوانات وكائنات حية دقيقة)، ومن عناصر أخرى غير حية مثل التربة والمعادن والغذاء والمناخ والمياه وغيرها.

إن العلاقات المتبادلة بين أي نظام حيوي وبين عناصر البيئة الأخرى هي علاقات متشعبة ومتعددة. فكما تلاحظ، عزيزي الدارس، من الشكل (2) فإن تلك العلاقات تشمل تدفقاً للطاقة وللموارد الأخرى غير الحية إلى النظام ومنه، أي أنه يدخل إلى النظام في كل لحظة مدخلات Input متعددة ومتنوعة ويخرج منه في كل لحظة مخرجات متعددة Output.

فإذا كانت معدلات تدفق عناصر المدخلات إلى النظام مساوية لمعدلات خروجها منه، تكون العلاقات البيئية للنظام علاقات متوازنة. أما إذا كانت معدلات دخول تلك العناصر إلى النظام لا تساوي معدلات خروجها منه، فإن النظام الحيوي يعاني عندئذ من علاقات بيئية غير متوازنة، مما يؤدي إلى تدهوره.

تصور، عزيزي الدارس، النظام الحيوي لأحد طيور الصيد في غابة من الغابات. فإذا كانت معدلات الصيد من ذلك الطير أقل من معدلات تكاثره يبقى معافى وعلاقاته البيئية متوازنة، أما إذا زادت معدلات الصيد على معدلات التكاثر يكون ذلك الطير معرضاً للفناء. هل تستطيع أن تعطي مثالاً آخر على اختلال العلاقات البيئية لنظام حيوي آخر؟ ما رأيك بالنظام الحيوي لأحد المصبات النهرية ومعدلات صيد السمك من ذلك المصب؟

إن من المؤسف حقاً أن تقف سوء تصرفات الانسان وراء معظم حالات الاختلال البيئي التي تعاني منها النظم الحيوية. فقد تمكنت معظم النظم الحيوية - مع مرور الزمن – أن تبني لنفسها علاقات متوازنة مع عناصر البيئة الأخرى. إلا أن تدخل الانسان عن طريق الإفراط في عمليات الصيد والرعي الجائر وحرق الغابات وغيره قد أخل بالتوازن الذي كان قائماً . وعرض تلك النظم للتدهور.

ولتوضيح العلاقات بين النظم الحيوية والبيئة، تأمل في العلاقات المتبادلة بين قطيع من الحيوانات يعيش في مرعى معين وبين العناصر الحية وغير الحية الواردة تالياً. يتأثر قطيع الرعي بغنى المرعى بالحشائش وبنوعية تلك الحشائش ووفرة المياه وبطبوغرافية الأرض ونوع الحيوانات الأخرى التي تعيش في المرعى أو في المناطق المجاورة. ويؤثر ليع بدوره على عناصر المرعى الأخرى، ففضلات الحيوانات التي يتكون منها تشكل مصدراً مهماً للمواد العضوية كما أن بعض حيوانات القطيع تشكل مصدراً لغذاء بعض الحيوانات المفترسة. أضف إلى ذلك تأثير القطيع بسبب حركته على معدلات انجراف التربة وغيرها.