مصادر الفرضية الجغرافية:

من المتفق عليه عموماً بين الجغرافيين، أن ميدان الملاحظة يمثل أكثر مصادر الفرضيات خصباً، والملاحظ المدرب، يمر عبر الظاهرات المترابطة مكانياً، ويحاول البحث عن أسباب هذه العلاقات. وغالباً ما تقوده الدراسة الجادة إلى الكشف عن العلاقة بين ظاهرتين مثلاً، تلك العلاقة التي تبلغ شدتها درجة تجعل وجود إحداهما قائماً على وجود الأخرى.

وهكذا، يبدو أن الجغرافي الذي يجري دراسة حقلية، لجمع بعض الحقائق اللازمة لمعالجة مشكلة خاصة، أو يقوم بدراسة خريطة توزيعية لظاهرة معينة، غالباً ما يخرج بأكثر من فرضية، تشتمل على متغيرات لم يكن يتوقع صلتها بمشكلته سابقاً، وملاحظة مثل هذه العلاقات المكانية غالباً ما تؤدي إلى الكشف عن علاقة يمكن وضعها في صورة فرضية.

وفي الواقع، إن السمة المميزة للخبير في الجغرافية الاقتصادية مثلا، هي قدرته على تحليل مواقع النشاطات الاقتصادية، والتنبؤ بها أكثر من أي شخص آخر. ومن الطبيعي أن يكون هذا الخبير بارعاً في وضع الفرضيات؛ بسبب دربته الواسعة على تخمين العلاقة بين مختلف الظاهرات.