ليس للكواكب تأثير في أقدار النّاس
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 153-154
9-06-2015
5337
قوله
تعالى : {هُوالَّذِي جَعَلَ
الشَّمْسَ ضِيٰاءً والْقَمَرَ نُوراً وقَدَّرَهُ مَنٰازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ
السِّنِينَ والْحِسٰابَ} [يونس : 5] .
لما أخبر الله بهذه الأحوال عن النجوم ، كان
أجرى العادة بأن يحدث أمرا عند طلوع كوكب ، أوغروبه ، أواتصاله ، أومقارنته . لكن
لا طريق لنا إلى العلم بأن ذلك قد وقع ، وثبت .
ثم
إن تلك العادة ، يجوز أن تختلف باختلاف الأزمان ، فلا يفعل ذلك .
لأنه
مختار فيها ، ولا تأثير للكواكب البتة ، لأنها ليست بحيةٍ ، قادرةٍ ، فتفعل
بالاختيار ، ولا علةٍ موجبةٍ ، فتؤثرُ بالإيجابِ ، وإنما هي أجسام يسيرها الله ، كما
يريد .
والدليل
على نفي كون الفلك ، وما فيه من شمسٍ ، وقمر ، وكوكب أحياءً : الإجماعُ :
وإذا قطعنا على نفي الحياةِ ، والقدرة عنها ، فكيف
تكون فاعلةً .
ثم إن الحرارة الشديدة ، كحرارة النار ، تنفي
الحياة . وحرارة الشمس ، أقوى من حرارة النار . وما كان بهذه الصفة من الحرارة ، تستحيل
أن يكون حياً .
وإن
كانت قادرةً ، إنما تفعل في غيرها على سبيل التوليدِ . ولا بد من وصلة بين الفاعل ،
والمفعول فيه . والكواكب غير مماسة لنا . ولا وصلة بيننا ، وبينها ، فكيف تكون
فاعلة فينا ؟ والهواء لا يجوز أن يكون آلة في الحركات الشديدة ، وحملِ الأثقالِ .
ثم
لوكان الهواء آلةً تحركنا بها الكواكب ، لوجبَ أن نحس بذلك ، كما نحس من غير
الهواء ، إذا حركنا.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة