عظمة خلق السموات والأرض وخلقها بدون عمد
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص54-56
9-06-2015
5391
قوله
- سبحانه - {ومِنْ آيٰاتِهِ أَنْ
تَقُومَ السَّمٰاءُ والْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم : 25] بلا دعامة تدعمها ولا علاقة تتعلق بها بل
إن الله - تعالى - يسكِّنها حالاً بعد حال لأعظم دلالةٍ على أنه لا يقدر عليه سواه
. ولو اجتمعت الجن والإنس على إمساك تبنةٍ في الهواء أوإثبات تربة على الماء
لعجزوا.
بنى
السماء فسواها بلا عمد ولم
تمد بأطنابٍ ولا عمدِ
قوله
- سبحانه - {خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا} [لقمان : 10] أي : ليس لها عمد ، يسندها .
لأنه لوكان لها عمد ، لرأيتموها ، فلما لم تر ، دل على أنه ليس لها عمد ، ولو كان
لها عمد ، لكانت أجساماً عظيمةً حتى يصح منها إقلال السماوات ، ولو كانت كذلك ،
لاحتاجت إلى عمد آخر فكان يتسلسل .
فإذا
لا عمد لها بل الله يسكنها حالا بعد حال ، بقدرته التي لا توازيها قدرة قادر .
وقال مجاهد (1) : لها عمد لا ترونها.
وسأل
الحسين بن خالد الرضا - عليه السلام - عن قوله {والسَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ} [الذاريات : 7] . فقال - عليه السلام -
: محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه (2) .
لعله
- عليه السلام - أراد بذلك قوله -
{والْأَرْضَ مَدَدْنٰاهٰا وأَلْقَيْنٰا فِيهٰا رَوٰاسِيَ} [ق : 7] ، لأنه لوكان لها عمدٌ . لكانت
أجساماً عظيمةً ، كثيفة ، لأنه لا يقل مثل السماوات والأرض إلا ما فيه الاعتمادات
العظيمة ، ولو كانت كذلك لرأيناها ولأدى إلى التسلسل.
_______________________
1. جامع البيان ، 21 : 65 . أيضا : مجمع البيان ، 4 : 314 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة