أنواع السلطة Types of Authorities
من النقاط التي تناولها ماكس فيبر بالتحليل والدراسة أنماط السلطة وهي على النحو التالي: ⁽²⁵⁾  
(1) السلطة التقليدية Traditional Authority
برتكز هذا النمط بشكل أساسي على مجموعة القيم والمعايير، التقاليد، الأعراف التي تم تكريسها وترسيخها في المجتمع وبالتالي اكتسبت نوع من الاحترام والتقدير والاعتزاز والاستعداد الكامل بالخضوع والإذعان لها فعلی سبيل المثال السلطة التي يمارسها الأب على مستوى الأسرة ورئيس القبيلة على أفراد القبيلة نموذج لنمط السلطة التقليدية.
(2) السلطة البطولية Charismatic Authority
هذا النمط من السلطة يرتكز على أساس ما يتفرد به الفرد من صفات وقدرات خارقة من خلالها يستطيع أن يؤثر على أتباعه ومرؤوسيه وبالتالي هناك طاعة وإذعان كاملين لأوامر وتوجيهات القائد نتيجة لما يتمتع به من صفات وقدرات خارقة .
(3) السلطة القانونية Legal Authority 
هذا النمط يختلف عن النمطين السابقين حيث ترتكز سلطة الفرد على أساس مجموعة القوانين والأنظمة التي تحظى بقبول بين أفراد المجتمع وبالتالي تكتسب شرعيتها فعلى سبيل المثال الموظف في الجهاز البيروقراطي الذي تم اختياره وفق معايير موضوعية سلطته وصلاحيته التي يمارسها على المرؤوسين في المنظمة نابع من موقعه في الهيكل التنظيمي (الوظيفة التي يشغلها). 
خصائص النموذج البيروقراطي المثالي : The Characteristics of the Ideal Bureaucratic 

كان لعالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر  Waber Max (1864 – 1920) الأثر الواضح في تطور نظريات المنظمة الإدارية. فمن وجهة نظره أن أي منظمة خاصة ، عامة ، دينية ، .... الخ لا بد أن تتمثل في نظام بيروقراطي قائم على أساس هرمي تتسلسل به من القمة إلى القاعدة، فقد رأى ماكس فيبر تزايد حاجة الدولة إلى التدخل في الأنشطة الإدارية والبناء التنظيمي وفي ذلك الوقت، لم يكن ملائماً للمساهمة بفعالية في حل المشاكل الاجتماعية والسياسية، من هذا المنطلق وضع ماكس فيبر مجموعة من السمات والخصائص للجهاز البيروقراطي المثالي هي (Ideal Type of a Bureaucracy) هذه السمات لابد أن يتميز بها هذا النظام البيروقراطي من أجل أن يحقق أعلى قدر ممكن من الكفاية (Efficiency). من هذه الخصائص : 
(1) تقسيم العمل .

(2) ضرورة الفصل بين أعمال الموظف العامة والخاصة. 

(3) شغل الوظائف يقوم على أساس التعيين وليس الترشيح  . 

(4) كل وظيفة تتطلب مهارات معينة ولا بد من اختيار الموظف الأكثر كفاءة.

(5) الترقية على أساس الأقدمية أو الإنجاز (Achievement) أو الاثنين معاً ويُؤخذ برأي المشرفين في ذلك .

(6) أداء الموظف لا بد أن يخضع لرقابة المنظمة .
(7) حق الموظف يتمثل في حصوله على الراتب المجزي والعلاوة ⁽²⁶⁾.
من هذا يتضح أن ماكس فيبر اهتم بوصف الجهاز التنظيم المثالي في نظره والذي يستطيع أن يحقق أعلى قدر ممكن من الكفاية الإنتاجية وأن الحوافز المادية هي العامل الوحيد الذي يمكن استخدامه للتأثير على سلوك الفرد ، لكنه قلل من اهمية او على اقل تقدير تجاهل متغيرات اخرى كالجانب الاجتماعي والنفسي للموظف، والبيئة الداخلية للمنظمة ومالها من أثر على معنويات الأفراد وبالتالي على إنتاجيتهم. يُضاف إلى ذلك عدم مناقشته لمعطيات بيئة النظام الخارجية وما قد يحدث بها من متغيرات تؤثر على كفاءة المنظمة ومنسوبيها .   

هذا المنهج البيروقراطي لم يخلُ من بعض الآثار السليمة على سلوك الأفراد ⁽²⁷⁾ .  

1- الالتزام الحرفي بالأنظمة والقوانين يضفي نوعاً من الجمود على سلوك الأفراد Rigidity of Behavior.
2- عدم التعامل مع منسوبي المنظمة كأفراد لهم رغبات، میول، عواطف وأحاسيس.. الخ ، قد تدفعهم إلى رفض المنظمة وعدم إظهار الحماس لتحقيق أهدافها .
3- فرض نظام آلي على الأفراد قد يدفعهم إلى الاكتفاء بالحد الأدنى من الأداء Minimum Standard
4 ـ وجود أنظمة وإجراءات صارمة قد تدفع الأفراد إلى مقاومة أي نوع من أنواع التغيير الذي ترغبه المنظمة، خاصة مع عدم وجود الحوافز المشجعة لتقبل وضع جديد. 
5-  قد يلجأ الأشخاص إلى تجنب المسئولية واتخاذ القرارات أو اختيار البدائل فقط التي تتناسب مع الأنظمة والقوانين Hide Behind the rules . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

25. Nicos P. Mouvelis, Organization and Bureaucracy: An Analysis of Modern Theories. Aldine Publishing Company, New York, 1979, PP. 16-17

. 26- F. Starke and J.Gary, Organizational Behavior Concepts and Applications, Edition (Columbus: A Bell and Howell Company, 1980) P. 170.

27- Ibid, P.172 .