ليس للكواكب تأثير في أقدار النّاس
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 153-154
3-06-2015
5825
قوله تعالى : {هُوالَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيٰاءً والْقَمَرَ نُوراً وقَدَّرَهُ مَنٰازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والْحِسٰابَ} [يونس : 5] .
لما أخبر الله بهذه الأحوال عن النجوم ، كان أجرى العادة بأن يحدث أمرا عند طلوع كوكب ، أوغروبه ، أواتصاله ، أومقارنته . لكن لا طريق لنا إلى العلم بأن ذلك قد وقع ، وثبت .
ثم إن تلك العادة ، يجوز أن تختلف باختلاف الأزمان ، فلا يفعل ذلك .
لأنه مختار فيها ، ولا تأثير للكواكب البتة ، لأنها ليست بحيةٍ ، قادرةٍ ، فتفعل بالاختيار ، ولا علةٍ موجبةٍ ، فتؤثرُ بالإيجابِ ، وإنما هي أجسام يسيرها الله ، كما يريد .
والدليل على نفي كون الفلك ، وما فيه من شمسٍ ، وقمر ، وكوكب أحياءً : الإجماعُ : وإذا قطعنا على نفي الحياةِ ، والقدرة عنها ، فكيف تكون فاعلةً .
ثم إن الحرارة الشديدة ، كحرارة النار ، تنفي الحياة . وحرارة الشمس ، أقوى من حرارة النار . وما كان بهذه الصفة من الحرارة ، تستحيل أن يكون حياً .
وإن كانت قادرةً ، إنما تفعل في غيرها على سبيل التوليدِ . ولا بد من وصلة بين الفاعل ، والمفعول فيه . والكواكب غير مماسة لنا . ولا وصلة بيننا ، وبينها ، فكيف تكون فاعلة فينا ؟ والهواء لا يجوز أن يكون آلة في الحركات الشديدة ، وحملِ الأثقالِ .
ثم لوكان الهواء آلةً تحركنا بها الكواكب ، لوجبَ أن نحس بذلك ، كما نحس من غير الهواء ، إذا حركنا .
الاكثر قراءة في هل تعلم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة