لا شك أن طبعات الأحد من صحف العواصم الأمريكية هي أضخم الجرائد التي تطبع في أي مكان في العالم . وتكون هذه الطبعات العملاقة التي تلفها أقسام من مسلسلات القصص الفكاهية المصورة من أكثر من 3000 صفحة يبلغ وزنها حوالي أربعة أرطال من مواد القراءة التي تغطي كل شيء ابتداء من أزمة العالم الحالية حتى النصائح الداخلية الخاصة بالديكور ، وإعلانات المسرحيات ، وأهداف البيسبول ، وبرامج التليفزيون الأسبوعية.

وتصدر في الولايات المتحدة 24 جريدة من هذه النوعية توزع نصف مليون نسخة أو أكثر ومنها خمس جرائد يتجاوز توزيعها المليون نسخة . وحتى هذه الأرقام العملاقة كثيرا ما تجاوزها الأرقام الحقيقية لتوزيع العديد من صحف الأحد الإنجليزية التي تطبع في لندن وتوزع في كافة أنحاء الجزر البريطانية .

و جريدة الأحد مجهزة لكي تقرأها الأسرة كلها ، وهي تختلف عن الطبعات اليومية في عنصرين : ضخامة موادها التحريرية ، وضخامة إعلاناتها الخاصة بالتجزئة . وتعتبر صحف الأحد أقل أهمية عن الطبعات اليومية من حيث اعتبارها وسيلة اتصالية تتضمن آخر الأنباء لأن الأخبار التي تحدث يوم السبت وهو اليوم الذي تغطيه قليلة نسبيا بالنسبة لبقية أيام الأسبوع . ومعظم المواد التي تنشر في الأقسام الإخبارية ذات طبيعة توضيحية حيث أن القصص الإخبارية التي تقدمها ليس لها مكان في طبعات الجرائد اليومية الصغرى . وتطبع الكثير من الجرائد جزءا من طبعات الأحد الخاصة بها مسبقا بسبب المصاعب التي تواجه طباعة مثل هذه الطبعات الضخمة باستخدام معدات الطباعة المتاحة في نفس اليوم المخصص للطباعة وتوزع الملاحق المطبوعة من جرائد الأحد التي بحجم التابلويد والتي تصدر في نيويورك إلى المناطق الريفية عبر الولايات المتحدة قبل موعدها ( يوم الأحد ) بعدة أيام .

وتحقق طبعات الأحد في معظم الجرائد توزيعا ضخما بالنسبة للطبعات اليومية ،

كما أما تباع بسعر أعلى يتجاوز الضعفين أحيانا . ويعتبر نشر طبعة الأحد من الجريدة عملية مرتفعة الثمن بسبب ارتفاع تكلفة شراء مسلسلات القصص الفكاهية الملونة ، وأثمان الموضوعات الواردة من الاتحادات الصحفية وهي التي تنشر في أكثر من جريدة في وقت واحد ، وتجهيز المادة المحلية الضخمة مثل البرامج الأسبوعية للتليفزيون والقسم المأخوذ عن المجلات المحلية والذي يقوم طاقم الجريدة بتحريره . وكذلك فإن تكلفة طباعة الأخبار في الجرائد الكبرى مرتفعة جدا ، وترى العديد من الجرائد الصغرى أن نشر مثل هذه الطبعة ما هو إلا جهد ضائع لا يحقق ربحا . خاصة وأنه يدفع بها إلى التنافس مع طبعات العاصمة التي توزع في مناطق واسعة . ونتيجة لذلك فإن مجال الأحد مشغول بجرائد المدن الكبرى التي تقبل الدخول فيه ، لأنه يدر إيرادا عظيما بالنسبة لمعظمها ، ويحقق لها معقولا من الأرباح السنوية .

وقد وجدت المتاجر المتنوعة الأقسام في طبعات الأحد أداة من أشد أدوات البيع فعالية ، فالجريدة تقرأ في البيت في أوقات الفراغ ، وغالبا ما يتابع كل فرد من أفراد الاسرة على الأقل جزءا واحدا من الطبعة وهي مفروشة في أرجاء غرفة المعيشة ، ولذلك فإن المتاجر تضع قسما كبيرا من ميزانية إعلاناتها في طبعة الأحد فتحتل عدة صفحات أو حتى كل الأقسام المكونة من ثماني صفحات للدعاية للسلع التي تتاجر فيها.