كانت جهود التليفزيون المبكرة في الأخبار تتكون من شريط الأخبار الذي تقدمه وكالة يونايتد بريس ووكالة الذروة للأخبار المصورة . ولا زالت الصور موجودة عندما يقرأ المذيع المرافق للكاميرا الأخبار . ولكن مراسل الأخبار بالتليفزيون المزودين بالوحدات المتحركة والشرائط الممغنطة تغلبوا على مشكلات تطوير عروض الأخبار مع الأفلام الحية والصوت . وخلال العقد الأول من الإرسال التليفزيوني أدوا أداء جيدا للإرسال من مواقع الأحداث الإخبارية الكبرى ، وبرمجة الشئون العامة ، والأفلام الوثائقية .

وفي سنة ١٩٥١ تحول إدوارد  ر. مورو من " استمع إليها الآن " إلى " شاهدها الآن " التي كان يقدمها لشركة CBS . أما برنامج " اليوم " الذي تعرضه شركة NBC في الصباح الباكر ، مع ديف جارواى ، وهو خليط من الأخبار والتالية ، فقد افتح في يناير سنة ١٩٥٢ .

وقد شاهدت جماهير هذه الشبكة في ذلك العام انفجارا ذريا في مسطحات يوكا ، والاتفاقيات السياسية ، ومباراة بطولة الملاكمة للوزن الثقيل . وقد شاهد ما يقرب من ٦٠ مليون أمريكي احتفال تنصيب الرئيس أيزنهاور في سنة ١٩٥٣ . وبعد ذلك تابعت جماهير التليفزيون الإرسال الحي لشهادة جين ماكارثي التى ارتبطت باللوم الذي وجهه الكونجرس لتائب مدينة ويسكنسون . وشاهدت تجمع رجال العصابات قبل اجتمع اللجنة الفرعية المختصة بجريمة السيتاتور كيفوفر - وأذيعت جلسات الأمم المتحدة العصيبة المصورة . وشاهد ٨٥ مليون أمريكي على الأقل إحدى المحاورات العظيمة التي جرت بين جون ف. كنيدي وريتشارد م . نيكسون في سنة ١٩٦٠ بمقر الرئاسة في ستيك . وفي سنة ١٩٦١ فتح الرئيس كنيدي بعض مؤتمراته الصحفية للإرسال الحي . واستخدم التليفزيون بكثافة أثناء اشتعال الأزمة الكوبية في أكتوبر سنة ١٩٦٢ . وقد شاهد حوالى 135 مليون مشاهد جانبا من تغطية التليفزيون لرحلة جون جلين سنة ١٩٦٢ التي تعتبر أول رحلة فضائية لإنسان يدور حول الأرض .

وجاء الدليل على قدرة التليفزيون على تقل الأحداث الضخمة يوم ٢٢ نوفمبر سنة ١٩٦٣ عندما اغتيل الرئيس كنيدي في مدينة دالاس بولاية تكساس ، ففي خلال أربع دقائق بدأت الشبكات في العمل الشاق على مدى أربعة أيام لم تنته إلا بعد دفن الرئيس في أرلنجتون . وقد استمع الكثيرون إلى نشرات الأنباء الأولى في الإذاعة ، ثم تدافعوا إلى التليفزيون لمشاهدة الدراما المفتوحة وملخصات الأنباء . وتبين دراسات المستمعين في المنازل بمدينة نيويورك أن مشاهدة التليفزيون زادت من25% إلى 70% يوم الجمعة بعد أن عرفت أنباء الاغتيال . وقد رأى المشاهدون الرئيس الجديد ، ومسز كيندي ، وعودة التابوت إلى واشنطون . وتابعوا آلات التصوير في البيت الأبيض ، وشاهدوا قداس يوم الأحد في الكابيتول . وفي نفس يوم الأحد وعلى شبكة تليفزيون NBC (الشبكة الوحيدة التي نقلت الإرسال الحي في نفس اللحظة ) رأى المشاهدون جاك روبي وهو يندفع في قسم بوليس دالاس ليطلق الرصاص على القاتل المزعوم هارفي لى أوزوالد . واستمعوا إلى المراسل توم بنيت وهو يصف الحادث الذي لا يصدق . وقفزت نسبة مشاهدة التليفزيون في منازل نيويورك إلى 80% حيث كانت جميع الشيكات تعيد عرض الفيلم مرات عديدة . وفي يوم الاثنين شدت جنازة الرئيس كيندي أنظار  93% من مشاهدي التليفزيون . وهي أعلى نسبة مشاهدة تحدث في تاريخ التليفزيون.

وقد اتفقت الأمة على ان التليفزيون والإذاعة قد عرضا سويا أحداث الأيام الأربعة بامتياز عظيم .

وكان القبول الجماهيري أقل بالنسبة لتغطية التليفزيون للمؤتمرات السياسية التي عقدت سنة ١٩٦٤ حيث قامت أطقم الشبكات بالكشف عن التناقضات الدرامية لدى حاجات المضربين ، والخصومات الأقل نسبيا التي وقت على أرضية المؤتمر على حساب النشاط الرئيسي للمؤتمر .

وفي أواسط السبعينات من القرن العشرين وصلت ميزانية شبكتي NBC ، CBC  إلى 25 مليون دولار سنويا لتغطية الأنباء والأحداث الخاصة ( تم الحصول على معظمها من الرعاة) وقد حصلت شبكة ABC على أكثر من 10 ملايين دولار . وكان لدى كل من شبكتي CBS , NBC حوالي 40 مراسلا وطاقم كبير من المصورين في داخل الولايات المتحدة ، وبلغ عدد المراسلين الذين يعملون كل الوقت فيما وراء البحار 21 فردا لشبكة NBC ، 19 فردا لشبكة CBS ، و٨ أفراد لشبكة ABC ، كما ورد في دراسة أجريت سنة ١٩٦٣ ٠ ويبدو أن هيبة كل شبكة اعتمدت اعتمادا كبيرا على تغطيتها الإخبارية . وفي انتخابات سنة ١٩٦٤ صرفت هذه الشبكات الملايين على رصد نتائج التصويت الأولية قبل أن تتفق في شهر نوفمبر على القيام بجهد مشترك مع وكالات الأنباء .

بعد أن ترك مورو شاشة شبكة CBS في سنة ١٩٥٨ أصبح والتر كرونكايت هو الشخصية المحورية في هذه الشبكة . وكان كرونكايت المراسل الحربي لوكالة يونايتد بريس قد التحق بشبكة CBS في سنة 1950 ، وأصبح نجما للعديد من أعمالها التسجيلية بما فيها " شاهد عيان على التاريخ " ،   " القرن العشرون "  و  "  تقارير شبكة CBS " . ومع نهاية سنة ١٩٦٣ باشر برنامج CBS الاخباري الرئيس بعد دوجلاس إدواردز وحوله إلى عرض يستغرق ٣٠ دقيقة اثناء العشاء ، وانضم مايك والاس إلى أخبار شبكة CBS  في سنة ١٩٦٣ لتقديم عرضها الصباحي . كما تضمنت شبكة CBS مجموعة قيادية أخرى من مذيعي الأخبار ضمنت إريك سيفاريد ، وتشارلز كولينجوود، وهارى ريزونز ، وبيل هنري ، ومارتن أجرونسكي ، وونستون بورديت، وروبرت تروت، ودانييل شورر، ورولرتس . يربوت . أما لويل توماس فقد كان يذيع بالإذاعة ، كما عمل هواردك . سميث ، وديفيد شوبينبران كمراسلين أوربيين لمدة عشر سنوات حيث تركا شبكة  CBS  في أوائل التسعينيات من القرن العشرين ٠ أما فريد و . فريندلي فقد أنتج " تقارير CBS " التي كان يتولاها طاقم مكون من ٠ ٣ فردا على مدى الفصل التسجيلي الذي يتضمن 20 فيلما وثائقيا .

وكان على قمة نجوم شبكة NBC اثنان من الصحفيين الموسميين هما تشيت هانتلي ، وديفيد برينكلي اللذان كانا يقدمان خليطا من الأخبار والتعليقات في برنامج مسائي  مدته 30 دقيقة باسم " تقرير هانتلي - برينكلي " وقد جعلاه عل قمة البرامج الإخبارية التليفزيونية . وقد تفوقا عل مورو وسيفاريد خلال انتخابات سنة ١٩٦٠ الرئاسية ، كما تفوقا على كرونكايت في سنة ١٩٦٤ من حيث عدد المستمعين . أما مورجان بيتي ، وميريل مويللار فقد كانا يقدمان نشرتي أخبار رائعتين ٠ وكان من ضمن مذيعي شبكة NBC جوزيف س . هارسن ، وإرفنج ر. ليفاين ، وإبلى آبل في أوربا ، وبولين فريدريك في هيئة الأمم المتحدة ، وراى شيرر ، وجون تشانسيللور ، وفرانك ماكجي ، وساندر فانوكر ، وإدوين تيومان ، والمعلق كليفتون أتلى . وكانت " صحيفة NBC البيضاء " هي الجهد الرئيسي الذي تقدمه الشبكة في المجال الوثائقي ، مع برنامج " المشروع رقم ٢٠ " . وفي سنة ١٩٦٣ حصل فيلمان تسجيليان على جائزتين أحدهما برنامج مدته ثلاث ساعات عن الحقوق المدنية ، وفيلم بيرس أندرتون ويسمى " النفق " من برلين الغربية وهو من إنتاج روفين فرانك . ورغم قلة الإمكانيات استطاعت شبكة ABC أن تحافظ على التقدم السريع بفضل معلقيها من أمثال كوينسي هاوى ، وهوارد ك. سميث اللذين انضما الى شبكة ABC في نهاية عام ١٩٦١ . وأصبح جيمس س. هاجرتي السكرتير الصحفي السابق للرئيس أيزنهاور رئيسا للقسم الإخباري بعد أن ترك الييت الأبيض، وبذلك دفع إلى القوة العاملة بدم جديد . أما المراسلون البارزون فهم إدوارد ب. مورجان ، وولين هـ. لورانس ، وجون سكالي ، وروبرت كلارك ، وبيتر كلابر، وليزا هوارد . ومن أبرز إنجازات الشبكة الوثائقية " لقطات ABC القريبة " و " تقارير ABC الاخبارية " وقدر لهما أن يتفوقا على البرامج الأخرى مثل " تكوين الرئيس " و "  المرأة السوفيتية " . وقد احتل جون دالي قمة العرض الإخباري التليفزيوني الذي تقدمه الشبكة لفترة طويلة .

أما مجموعة وستنجهاوس W (11) محطة تلفزيونية وإذاعية على رأسها محطة KDKA في بيتسبرج ، و WBZ  في بوسطن ، و WJZ في  بلتيمور ) فقد كان لها جهازها الاخباري من جيم سيندر مديرا للانباء القومية ، وسيد دافيس كمراسل في البيت الابيض . اما الإذاعة المتبادلة فكان لها ستفين أ. ماكورميك مديرا للانباء ، وبيل كوستللو في البيت الابيض .

ويصعب علينا ان نعرض لأسماء المحطات العاملة واحدة فواحدة ، ولكن يكفينا تقديم قائمة على سبيل المثال من المحطات الحاصلة على جوائز في مجال الاخبار او الخدمة العامة خلال السنوات الاخيرة ، فنذكر من بيت محطات التلفزيون : محطة WRCA ، WCBC في نيويورك ، و WGBH ، WBZفي بوسطن ، و WCKT , WTVJ في ميامي ، و WHAS في لويزفيل .

وأصبح نقل الاخبار عن طريق الاقمار الصناعية هو اعظم الانجازات المثيرة في السبعينات من القرن العشرين . واتاح نجاح شبكة AT&T في اطلاق القمر الصناعي تلستار في 10 يوليو سنة 1962 تحقيق الإرسال الحي بين الولايات المتحدة وأوروبا وقد تدرجت هذه العروض خطوة فخطوة ، وكانت الاولى منها تستغرق دقائق قليلة عند بث الإشارات من القمر الصناعي ، ولكنها هزت مشاعر مشاهدي التلفزيون، اما شبكة RCA فقد أعادت إرسال صور اغتيال كنيدي إلى 23 دولة . اما جهود هوارد هيو لاطلاق قمر صناعي يقوم بدورة متزامنة كاملة في مدار حول الأرض (المدار والسرعة اللذان يقودان الطائرة مباشرة فوق بقعة واحدة على الأرض) فقد حظيت بنجاح تقريبي مع القمر سينكوم 2 Syncom في سنة 1963، كما حظيت بنجاح كامل مع القمر سينكوم 3 في سنة 1964 . وفي استطاعة ثلاثة من هذه الأقمار ان تنقل  التغطية التلفزيونية إلى كافة المناطق المأهولة بالسكان على سطح كوكب الارض، وذلك في حالة وضعها حول الارض على مسافات متساوية.

أما هيئة الاتصالات بالأقمار الصناعية التي أنشأها الكونجرس في سنة ١٩٦٢ لتوحيد جهود الولايات المتحدة ، فقد أتيح لها إطلاق نظام للأقمار الصناعية حل محل نظام سينكوم في سنة ١٩٦٥ وأطلق عليه اسم الطائر المبكر Early Bird ، ونتج عنه مضاعفة عدد الدوائر التليفزيونية عبر الأطلنطي وسمح بأول إرسال منتظم عن بعد بين أمريكا وأوربا . وأخيرا تم التقاط الأخبار التليفزيونية بواسطة " التغطية الفورية " للإذاعة حتى وراء  البحار .