بدأ الإرسال التجريبي للتليفزيون في الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن العشرين . وقد استغرقت الابتكارات العلمية التي سبقت الإرسال الفعلي أكثر من قرن في مجالات الكهرباء ، والتصوير ، والإرسال اللاسلكي ، والإذاعة . وقد استخدمت التجارب التليفزيونية الأول قرصا للفحص الإلكتروني فشل في فحص الصورة بسرعة كافية . وجاءت اللحظة الفاصلة في سنة ١٩٢٣ بظهور اختراع الدكتور فلاديمير زوريكين لآلة التصوير التلفزيوني Iconoscope وهي أنبوبة كهربائية للرؤية عن بعد . ثم التحق زوديكين وهو من علماء وستنجهاوس بشركة RCA حيث طور جهاز أنبوبة التصوير Kinescope وهناك رواد مساهمون آخرون مثل قيلو فارنسورث الذي طور آلة التصوير الإلكترونية ، والان ب . ديومونت الذي طور أنابيب الاستقبال وأول جهاز منزلى لاستقبال الصور عن بعد .

وكانت هناك تجارب لإرسال الصور لاسلكيا خلال الثلاثينيات من القرن العشرين قادت إلى اكتشاف وكالة AP للتصوير السلكي في سنة ١٩٣٥ . وقد أرسل أحد الباحثين وهو هـ . أ . إيفيس من شركة AT&T صورة دائرة تليفزيونية مغلقة من واشنطون إلى نيويورك في سنة ١٩٢٧ . وفي العام التالي بدأت محطة WGY التابعة لشركة جنرال إليكتريك الارسال التلفزيوني التجريبي . وفي سنة ١٩٣٩ أصبحت هي أول محطة تعرض صورا واردة عن طريق الارسال التلفزيوني بشكل منتظم . وشاهدت أعداد غفيرة من المشاهدين التليفزيون لأول مرة في تلك السنة في معرض نيويورك الدولي . وفي سنة ١٩٤١ بدأ الإرسال التجاري بمعرفة هيئة ولكن وقف الإرسال في وقت الحرب لم يسمح بوجود أكثر من ست محطات ريادية تعمل على الهواء ، كان من بينها اول المحطات المرخصة تجاريا وهي محطة WNBT التابعة لشركة NBC في نيويورك ، ومحطة WCBS - TV في نفس المدينة أيضا ،  وعلى ذلك فقد أصبح لشبكتي الاذاعة الكبيرتين منافذهما للإرسال التلفزيوني .

ونظرا للقصور في المعدات والتقلبات في الأحوال الصناعية لم يستطع التليفزيون أن يحتل مكانة مرموقة بين وسائل الاتصال حتى سنة ١٩٤٨ . وفي نفس الوقت ظهرت أنبوبة آلة التصوير التليفزيوني لكي تزيد من إمكانية اللقطات الحية . وانشغلت شركة AT&T  بمد الكابلات المتحدة المحور التي سبقت الإذاعة عبر القارات وذلك باستخدام موجات الميكرو - ويف . وفى سنة ١٩٤٨ زاد عدد المحطات العاملة على الهواء من ١٧ إلى ٤١ محطة ، ووصل عدد الأجهزة المستخدمة إلى حوالى نصف مليون جهاز - وزاد عدد المدن التي يصل إليها الإرسال التليفزيوني من ٨ إلى ٢٣ مدينة . وفي سنة ١٩٤٨ شاهدت المدن على طول ساحل الأطلنطي من بوسطن إلى ريتشموند المؤتمرات السياسية وأوبرا المتروبوليتان . وخطا نجم التليفزيون العظيم ميلتون بيرل أمام الكاميرات الخاصة بشركة NBC في سنة ١٩٤٨ مثلما خطا إد سوليفان نجم شركة CBS .

ومع انتهاء عام ١٩٤٨ حل حظر هيئة FCC بالنسبة للمزيد من تصاريح المحطات التي استمرت حتى يونيو ١٩٥٢ . وأثناء ذلك الوقت نجحت هيئة في تطبيق سياسة شاملة للإرسال صممت بحيث تتيح لكافة مناطق البلد خدمة متعادلة . وفي خلال هذه الفترة كانت هناك ١٠٨ محطة فقط مؤهلة للإرسال . وقد فشلت محطات قليلة ، ولكن محطات أخرى كثيرة عملت بحزم ، وارتفع عدد الأجهزة المستخدمة إلى ١٥ مليون جهاز . وفي سنة ١٩٥١ تم استكمال نظام نقل الإرسال عبر القارات على موجات الميكرو - ويف. وفي ٤ سبتمبر شاهد الجمهور من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي مؤتمر معاهدة السلام مع اليابان في سان فرانسيسكو . وعرضت شركة كذلك أول إرسال تليفزيوني لمسلسل عالمي ، وأول برنامج خاضع للرعاية من

الساحل إلى الساحل هو برنامج كوميدي مدته ساعة من شركة NBC .

وسمحت خطة هيئة FCC التي أنهت فترة الحظر بقيام ٢٠٠٠ قناة يمتلكها ١٣٠٠ مركز ثقافي أو اجتماعي ، ولتحقيق ذلك مدت هيئة FCC الإرسال من القنوات التي تعمل على موجات VHF ( التي تتراوح ما بين ٢ - ١٣ ) إلى ٧٠ قناة إضافية تعمل على موجات UHF . وأصبح هناك عدد من قنوات UHF يعادل ضعف عدد قنوات  VHF. هذا بالإضافة إلى عدد ٢٤٢ قناة احتياطية من أجل محطات التليفزيون التعليمية ، ولكن الأمر احتاج إلى معدات مختلفة لتحويل الأجهزة لاستقبال إرسال محطات VHF وكان طراز اجهزة الارسال والاستقبال هو VHF ولم تلزم هيئة FCC صانعي الاجهزة بتركيب المؤشرات التي تعمل على UHF , VHF حتى سنة ١٩٦٤ . ومع صدور قرار سنة ١٩٥٣ أنهت هيئة FCC المجادلات الطويلة حول الإرسال الملون لصالح نظام الملائم والذي يسمح بالاستقبال سواء بالأبيض والأسود أو بالألوان.

وحدثت الاندفاعة الذهبية العظيمة للتليفزيون في سنة ١٩٥٢ - ١٩٥٣ مع نهاية الحظر . ومن بين الشبكات كانت هناك شبكتا CBS , NBC متوافقتين في الانتقال من التركيز على الإذاعة إلى التركيز على التليفزيون . وانضمت شركة ABC مع شركة مسارح بارامونت سنة ١٩٥٣ ، وحظيت بالمركز الثالث في التليفزيون - أما الشركة المتبادلة فلم تحاول دخول مجال التليفزيون . وتخلت شبكة ديومونت عن محاولة المنافسة على المستوى القومي سنة ١٩٥٥ . وفي تلك السنة كانت هناك ٤٣٩ محطة تعمل على الهواء ، مع ٣٣ مليون جهاز استقبال . وفي سنة ١٩٦٠ كانت هناك ٥٣٣ محطة و 55 مليون جهاز استقبال . وفي سنة ١٩٦٥ كانت هناك ٥٨٨ محطة تجارية تعمل على الهواء (منها ٩٠ محطة تعمل على UHF) بالإضافة إلى ١١٤ محطة تعليمية . وأصبح هناك ٦١ مليون جهاز تغطى93%  البيوت الأمريكية . وتفوق التليفزيون على الإذاعة والمجلات في سنة ١٩٥٥ من حيث الدخل الكلي الناتج عن الإعلانات . ويعد ذلك بعام واحد تفوق على الجرائد بوصفه الأول في الإعلانات على المستوى القومي . وبالرغم من استمرار الجرائد في تفوقها في مجمع الإعلانات فإنها تستحق الشكر لوقوفها على القمة في مجال الإعلانات المحلية .