هناك تعريف ضيق إلى حد ما يطلق بشكل تقليدي على استخدام وسائل الاتصال الجماهيري بهدف التعريف بدور الصحفي - وهناك عنصر في الصحافة يتعلق بالتوقيت المناسب وهو غير موجود عادة في أنماط الكتابة الأخرى غير المتعجلة مثل تأليف الكتب. والصحافة هي الإبلاغ بالأشياء كما تبدو في لحظة الكتابة ، وليست دراسة محددة للموقف ، وقد جرى تعريف المجتمع للصحفي على مدى التاريخ بأنه يؤدي وظيفتين : إبلاغ الخبر ، وعرض التفسير والرأي استنادا الى الخبر . وقد يكتب الصحفي قصة ولها في شيء الوقت قيمة خبرية ، ولكن الشخص الذي يكتب لمجرد التسلية المحضة مثل بعض كتاب السيناريو التليفزيوني لا يعتبر صحفيا .

وتشكل الصحافة الدورية أقدم وأوسع المجالات تعريفا ، فالدوريات هي التي تطبع على فترات منتظمة ، ولا بد للدوريات حتى تحتسب ضمن الجرائد أن تظهر على الأقل مرة واحدة اسبوعيا في شكل جريدة معروفة ، وأن تنال اهتماما وقبولا عموميين . أما الذين يطلق عليهم لقب " الصحفيون " فهم المخبرون الصحفيون ، والكتاب ، والمحررون ، وكتاب الأعمدة الذين يعملون بالجرائد والجمعيات والاتحادات الصحفية والمجلات الإخبارية والمجلات الأخرى التي تهتم بالشئون العامة على نطاق واسع مثل مجلة Reporter أو مجلة New Republic وتحمل وسائل الاتصال الجماهيري التي يخدمونها تعريفا جامعا هو " الصحافة " بالرغم من أن الكثير من الصحفيين العاملين بالجرائد يحتفظون بهذا التعريف للوسيلة الاتصالية الخاصة بهم .

وتعتبر التعليقات الإخبارية والتحليلات التي يقدمها التليفزيون والإذاعة نوعا من الصحافة ، كما أنها تسجيلات للشئون العامة ، ونشرات مباشرة لأحداث الأخبار ، وجريدة سينمائية ، وأفلاما تسجيلية . ويقول المراسلون والكتاب والمصورون في مجال أشرطة التليفزيون والإذاعة أن الاصطلاح العمومي " الصحافة " ينطبق عليهم مثلما ينطبق على رجال الوسائل المطبوعة وذلك عندما يعملون في حقل الخبر والرأي ، ولكنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك فيعرفون أنفسهم بأسماء الوسائل التي يعملون بها مفضلين إياها على كلمة "الصحافة" الجامعة . وهذا هو نفس ما يفعله الاخرون الذين تتضمنهم قائمة القائمين بالاتصال التي أوردناها سابقا ، ألا وهم المصورون ، ومؤلفو الكتب ، ورجال الإعلانات ، ومحررو الشئون الصناعية وغيرهم.

إن طبيعة الكتابة الصحفية التي تتميز سرعة الزوال لا تعتى أنها كتابة فقيرة ومهملة ، كما يظن أحيانا ، ولكن العكس هو الصحيح في حالات كثيرة حيث أنها تتجه إلى إبلاغ القراء بما يدور حولهم ، ويستطيع تأثير الصحافة - كما هو حادث دائما _ أن يؤثر في مسار الأحداث التي أبلغت ، لأنها تسلط الأضواء على الرأي العام ، بل إنها قطعة في بعض الأحيان . وعلى ذلك فإبلاغات الجريدة والإذاعة عن موقف الرئيس من أزمة السياسة الخارجية قد يسبب رد فعل غير متوافق بين المواطنين ، ويتطلب تغييرا في السياسة القومية .

ويتعامل الصحفي مع السرعة ، كما يتمتع بدافع البقاء قريبا من الأحداث ، ومعرفة أن جهوده يمكن أن تساعد في تشكيل المستقبل . وهو ينتقل تطورات اليوم إلى الجمهور الذي تتأثر حياته بالأحداث التي يناقشها . ويشكل تلخيص مضمون المواد المطبوعة في الإصدارات المتواصلة لإحدى الدوريات ، شريحة كبيرة من التاريخ إبان مساره ، وسرعان ما تتحول الكثير من المواد التي نشرت في أية طيعة ، إلى مادة قديمة عند صدور الطبعة التي تليها ، ولكن كلا متهما صادقة في لحظة طبعها .

وينتقل الصحفي العامل بالتليفزيون والإذاعة أخبار الأحداث المعاصرة باستخدام الوسائل الاليكترونية أفضل من استخدام الورق والخبر . وبالرغم من أن ذلك يجعل الطبيعة الوقتية للصحافة المنقولة على الهوام أكثر وضوحا من طبيعة الكلمة المكتوبة، إلا أنها ليست بالضرورة أقل فاعلية ، بل إنها قد تصبح أكثر فاعلية . أما الأحداث التي تميز بعنصري الصوت والصورة مثل وقوع حريق في غابة ، أو مباراة في كرة القدم ، أو مؤتمر سياسي فإنها تنقل بشكل جيد عن طريق التليفزيون والإذاعة . أما الشكل الدراس لكيفية انشغال حياة العالم بالتقارير الإليكترونية والصحيفة أثناء أزمة عظيمة فإننا تجده في اغيال الرئيس كيدي . لقد نقل التلفزيون والاذاعة بأسلوب رابع أحداث الأيام الأربعة التي تلت إطلاق الرصاصات القاتلة نحو مستر كنيدي بما في ذلك جريمة اغتيال القاتل المزعوم لي هارفى أوزوالد كما شاهدها الملايين في فزع على شاشة التليفزيون . وأخيرا الروعة الحزينة لجنازة الرئيس . لقد قدمت هاتان الوسيلتان الاتصاليتان صورة مجسمة للأحداث وقيدتا العالم بشدة في قبضة الانفعالات المكثفة