النقل

يأتي تأثير النقل في الإنتاج الزراعي كونه يربط بين مناطق الإنتاج وأسواق الاستهلاك وبوجود النقل الجيد والسريع تفتح أسواق جديدة أمام الانتاج الزراعي وتتسع المساحات المزروعة بالمحاصيل الزراعية ، وتقل أهمية المحاصيل الزراعية كلما ساء النقل لذلك يجب أن يعطى النقل أهمية كبرى في برامج التنمية الاقتصادية وقد منعت صعوبة النقل والاتصالات زراعة وتطوير مناطق جيدة للزراعة سواء في إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ففي بعض دول أمريكا اللاتينية مثل بيرو وبوليفيا والإكوادور وكولومبيا وما تزال كثير من الأرضي لا تزرع لعدم توافر النقل على الرغم من الحاجة الماسة للإنتاج الزراعي، ونتيجة للتطور الذي حصل في ميدان النقل وطرق التخزين وخاصة المبردة منها اصبح امكانية المزارع التوسع في زراعة المحاصيل وخاصة في المناطق التي تتوفر فيها الظروف الطبيعية الملائمة للإنتاج الزراعي وادى ذلك الى فتح اسواق جديدة لتصريف المنتجات الزراعية خارج مناطق الإنتاج ونقل المنتجات دون ان تقل جودتها وتتأثر بالتلف ، وكلما قلة تكلفة النقل كلما قلة تكلفة الإنتاج الزراعي وزادت قدرته على المنافسة في الأسواق، وبالنظر لأهمية النقل في تواجد زراعة المحاصيل وتوزيعها الجغرافي فقد ظهرت نظريات كثيرة في دراسة المواقع الزراعية وقد سبق ان وضحت في الفصول السابقة واولها نظرية فون ثونن .

   وتظهر علاقة النقل ونوعيته في التوزيع الجغرافي وخاصة المحاصيل الثقيلة الحجم ففي إفريقيا تتضح العلاقة بين مد السكك الحديدية وإنتاج وتصدير بعض المنتجات الزراعية مثل الكسافا واليام وهي مواد ثقيلة وكبيرة الحجم وتعتمد بعض المحاصيل شرقي إفريقيا مثل القهوة والشاي على النقل في سكك الحديد ،  وتتطلب المنتجات سريعة التلف نقلها بسرعة في وسائل نقل خاصة تكون مبردة وبعد تقدم وسائل النقل أصبح بالإمكان نقل هذه المواد بالطائرات إلى مسافات تبعد آلاف الكيلومترات .

وهناك أمثلة عديدة على ذلك كشحنات الفراولة تنقل بالطائرات من نيوزيلندا إلى بريطانيا والدول العربية وكذلك الورود ينقل من صقليا وفرنسا إلى بريطانيا كما تنقل الزهور من فلسطين المحتلة والمملكة العربية السعودية إلى أوروبا . ويؤثر النقل ليس فقط في نقل المنتجات الزراعية  وانما يؤثر أيضا في نقل مدخلات الإنتاج مثل البذور والأعلاف والسماد،  كما يؤثر في نمط الزراعة السائدة والتخصص الزراعي وتوطن المحاصيل الزراعية وأسعار الأراضي ورحلة العمل اليومية والعمليات الزراعية حيث تسود الزراعة المعاشية كلما تأخرت وسائل النقل لأنه يصعب تصدير المنتجات الزراعية او استيرادها ، وتتركز زراعة الخضراوات والفاكهة والزهور وإنتاج الألبان قرب المدن لأنها لا تتحمل التخزين وسريعة التلف ، في حين تنتشر زراعة المنتجات الزراعية التي تتحمل النقل والخزن في مناطق بعيدة عن التركزات السكانية مثل انتاج محاصيل الحبوب في وسط الولايات المتحدة  وكندا والبرازيل والأرجنتين وفي الهند واستراليا وغيرها .