واذا كانت الصحافة المطبوعة والاذاعية يمكنها نقل الحدث بعد وقوعه، فان الخاصية التي تنفرد بها الاذاعة في هذا الشأن ولا يمكن للصحافة ان تحققها هي امكانية نقل الحدث لحظة وقوعه، اذ يمكن لميكروفونات الاذاعة المسموعة ومسجلاتها وكاميرات التلفزيون واجهزته ان تخرج الى موقع الاحداث المحلية في نفس اللحظة التي تجري فيها، وتقدمها للمستمع والمشاهد، وهذا ما يطلق عليه تعبير (الاذاعات الخارجية) او (البث على الهواء المباشرة).

اما بالنسبة للأحداث (الخارجية) اي التي تقع خارج الحدود الجغرافية للمنطقة التي تكون فيها المحطة الاذاعية، فالأمر سهل بالنسبة للإذاعة المسموعة التي يمكنها نقل الحدث على موجاتها، وكذلك فان الاذاعة المرئية يمكنها ان تنقلها مباشرة فيما لو كانت مرتبطة بإحدى الشبكات الأرضية او عن طريق القمر الصناعي.

وأهمية هذه الخاصية الفريدة لنقل الحدث لحظة وقوعه، ليست فقط في أنها تحقق عملية السبق التي تتنافس عليها هذه الوسائل فيما بينها، وانما لأنها تجعل المتلقي – خاصة اثناء الاذاعة المرئية- طرفا مشاركا في الحدث، فهو يرى مجريات الاحداث امامه بالكيفية التي تتم بها والتطورات التي تطرأ عليها، وحتى بالنسبة للإذاعة المسموعة اذا كان المذيع الذي يقوم بنقل الحدث متمكناً قادرا على وصف وقائعه ومجرياته يمكن ان يحقق للمستمع هذه المشاركة الفعلية التي تحققها الاذاعة المرئية

ولو بدرجة أقل، وهذا لا يمكن للصحافة المطبوعة ان تقوم به على الاطلاق.