المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الأدب الكبير والأدب الصغير  
  
1575   10:17 صباحاً   التاريخ: 25-4-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الأدب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:477-480
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-6-2017 2773
التاريخ: 11-7-2021 3168
التاريخ: 19-7-2021 6789
التاريخ: 17-6-2017 6120

 

  •  

الأدب الكبير والأدب الصغير (1)

وعلي نحو ما تتضح ثقافة عبد؟ ؟ ؟ بالأدب الأخلاقي الساساني في الرسالتين السابقتين تتضح ثقافته؟ ؟ ؟ السياسي في رسالته الطويلة التي كتبها على لسان مروان الى ابنه (2)؟ ؟ ؟ عبد الله حين أمره بمحاربة الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي؟ ؟ ؟ ، وكانت ثورته قد استفحلت بالعراق والموصل سنة 128. ولا نكاد نلم بهذه الرسالة حتي نراها طويلة طولا غير مألوف، إذ امتدت الى نحو أربعين صحيفة من القطع الكبير. وهو يستهلها بمقدمة يذكر فيها اختيار أمير المؤمنين له في محاربة الضحاك وأصحابه الذين انتهكوا حرمة الإسلام وعاثوا في الأرض مستحلين دماء المسلمين، وأنه رأي أن يكتب إليه بعهد يؤدي به حق الله الواجب عليه في إرشاده. ويمضي العهد بعد ذلك موزعا على موضوعات ثلاثة كبيرة، وكل موضوع يتشعب شعبا كثيرة، وكل شعبة تستقل بفقرة محدودة تحيط بدقائقها. وأول هذه الموضوعات يتناول فيه عبد الحميد آداب قائد الجيش في سلوكه مع نفسه ومع حاشيته ورؤساء جنده. ويتناول الموضوع الثاني سياسته في لقاء العدو وما ينبغي أن يتخذ من عيون ترصد حركاته، ويفيض في بيان الخصال التي ينبغي أن يتصف بها رؤساء جيشه والأخري التي ينبغي أن تتصف بها طلائعه. وفي الموضوع الثالث يتناول نظام الجيش في الحرب، ويقول إنه ينبغي أن لا يسير إلا في مقدمة وميمنة وميسرة وساقة أو مؤخرة، ويصور له كيف يعد جيشه حين اللقاء وكيف يقسمه الى وحدات، كل وحدة مائة رجل عليهم شخص من أهل المروءة والنجدة. ويشير الى ما ينبغي أن يتحلي به خازن أمواله من خلال.

وينصحه أن يتخذ كل وسيلة لإفساد رجال العدو عليه بمكاتبتهم ووعده لهم بالمنالات والولايات. ودائما ينصحه بالتقوي والاعتماد على الله في غدوه ورواحه ومنازلة خصمه. ويختم الرسالة بالدعاء له.

والرسالة على هذا النحو دستور كبير لقائد الجيش، وهو دستور استعان

  1.  

 

فيه عبد الحميد بما قرأه في أدب الفرس السياسي من وصايا وتعاليم، كانوا يديرونها في كتبهم. هي خلاصة تجاربهم في حروبهم وسياسة حكامهم وماوكهم.

وقد شفعها بتعاليم الإسلام الزكية واطرد له فيها أسلوبه المرن الشفاف الذي لا يحجب شيئا من الفكرة، بل يوضحها من جميع شعبها وأطرافها بما أتيح له من بيان باهر استطاع أن ينفذ من خلاله الى صياغة محكمة، وهي صياغة لا تكاد تفترق في شئ عن صياغة الحسن البصري وواصل بن عطاء وأضرابهما من الوعاظ الذين ألانوا اللغة ومرنوها لأداء معانيهم، وكأنما تحول الى عبد الحميد أسلوبهم، حتي أصبح لا يفترق عنهم في شئ، فهو يزاوج في ألفاظه، وهو يتخذ الى ذلك طريقتهم في الترادف، موشيا كلامه بالصور والطباقات والمقابلات الكثيرة.

وقد حاول طه حسين أن يصل عبد الحميد بالثقافة اليونانية (3)، معتمدا في ذلك على تقسيمه الجيش الى وحدات كل وحدة مائة على شاكلة ما كان معروفا عند اليونان، وعلي أنه بالغ في استخدام الحال ونشرها في كلامه.

ويضعف الحجة الاولى أن عبد الحميد كان يعيش في الشام، وكانت الحروب قائمة بين العرب والبيزنطيين منذ الفتوح، وكان العرب بعامة يعرفون نظم الجيوش عند البيزنطيين والفرس جميعا، فمعرفة عبد الحميد بذلك لا تصله مباشرة بالثقافة اليونانية. أما مسألة استخدامه الحال فلم يوضح طه حسين كيف كانت خاصة من خصائص اللغة اليونانية، ومعروف أنها من خواص اللغة العربية، وهي شائعة في الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، ومرت بنا قطع من كتابات سالم وابنه عبد الله، وفيها الحال واضحة. والحق أن عبد الحميد إذا كان قد اتصل بالثقافة اليونانية، فعن طريق غير مباشر، نقصد طريق أستاذه سالم الذي كان يحسنها وينقل عنها أحيانا على نحو ما مر بنا.

وليس من شك في أن صلة عبد الحميد بالثقافة الفارسية أوضح منها بالثقافة اليونانية. وكان يضيف الى ذلك ثقافة واسعة بالشعر العربي، وهي تتضح في رسالة ولي العهد السالفة حين نراه يقف ليفصل له ما ينبغي أن تكون عليه

 

  1.  

أسلحته وخيله من صفات، وكأنه ينثر أشعار أوس بن حجر وغيره من الجاهليين فيها نثرا. ومن هذا الباب رسالته (4) التي وصف بها الصيد، وجوارحه ومعاركها مع الظباء والآرام وحمر الوحش، وما وقعوا عليه من بعض الغدران والرياض وما أصابهم من بعض الأمطار، وكأنه يتحدث بلسان امرئ القيس وزهير ومن على شاكلتهما من الشعراء الجاهليين.

والحق أن النثر الفني تطور تطورا واسعا عند عبد الحميد، فقد تحولت الرسائل عنده الى رسائل أدبية حقيقية تكتب في موضوعات مختلفة من الإخاء وقيادة الحروب والصيد. وهي لا تكتب في ذلك كتابة موجزة، فلم تعد الكتابة وحدها كافية، بل أصبح أساسا فيها أن تسند بالتفنن في القول وتشعيب المعاني معتمدة على ثقافات مختلفة: أجنبية وعربية. وأخذت تزحم الشعر وتحاول أن تقتحم عليه ميادينه أو على الأقل بعض هذه الميادين، إذ نري عبد الحميد يجري قلمه في وصف الخيل والسلاح ووصف الصيد. ودائما تروعنا براعته البيانية، ولا نستطيع أن ننقل الى القارئ إحدي رسائله الأدبية الطويلة ليتبين هذه البراعة، غير أنه ينبغي أن لا نمضي دون تقديم نموذج من كتابته، ونحن نسوق للقارئ هذه الرسالة (5) التي كتب بها الى أهله يعزيهم عن نفسه، وهو منهزم مع مروان:

«أما بعد فإن الله جعل الدنيا محفوفة بالكره والسرور، وجعل فيها أقساما مختلفة بين أهلها، فمن درت (6) له بحلاوتها، وساعده الحظ فيها سكن إليها ورضي بها، وأقام عليها، ومن قرصته بأظفارها، وعضته بأنيابها، وتوطأته بثقلها، قلاها (7) نافرا عنها، وذمها ساخطا عليها، وشكاها مستزيدا منها، وقد كانت الدنيا أذاقتنا من حلاوتها وأرضعتنا من درها أفاويق (8) استحلبناها، ثم شمست (9) منا نافرة، وأعرضت عنا متنكرة، ورمحتنا (10) مولية، مالح عذبها، وأمر

 

  1.  

حلوها، وخشن لينها، ففرقتنا عن الأوطان، وقطعتنا عن الإخوان، فدارنا نازحة، وطيرنا بارحة (11)، قد أخذت كل ما أعطت، وتباعدت مثلما تقربت، وأعقبت بالراحة نصبا (12)، وبالجذل (13) هما، وبالأمن خوفا، وبالعز ذلا، وبالجدة (14) حاجة، وبالسراء ضراء، وبالحياة موتا، لا ترحم من استرحمها، سالكة بنا سبيل من لا أوبة له، منفبين عن الأولياء، مقطوعين عن الأحياء».

والرسالة تحمل جميع خصائص عبد الحميد التي تميز بها في أسلوبه ومعانيه، فالألفاظ منتخبة وليس فيها توعر ولا غريب وحشي، وإنما فيها العذوبة والحلاوة. والمعاني غزيرة مرتبة ليس فيها غموض ولا خفاء، وإنما فيها الوضوح وانكشاف الدلالة. وهو يعني بالترادف في أسلوبه ترادفا ينتهي به الى ازدواج واضح، ازدواج من شأنه أن يؤكد المعاني بما يحمل من معادلات موسيقية تثبتها في الذهن وتجلوها جلاء تاما. وهو يضيف الى ذلك حلي من طباقات وتصويرات تضفي على أسلوبه روعة بيانية خلابة، بل إننا لا ندقق في القول حين نزعم أنه يضيف هذه الحلي، فإنها عنده جزء لا يتجزأ من جوهر الكلام، وكأنها سداه ولحمته. والحق أن عبد الحميد أوفي بالكتابة الأدبية في العصر الأموي على كل ما كان ينتظر لها من رقي وإبداع فني.

  1.  

 

  •  

(1) انظر كتابنا «الفن ومذاهبة في النثر العربي» ص 139 وما بعدها.

(2) صبح الأعشي 10/ 195

(3) من حديث الشعر والنثر ص 40 وما بعدها.

(4) جمهرة رسائل العرب 2/ 544.

(5) الجهشياري ص 72.

(6) درت: من الدر وهو اللبن.

(7) قلاها: كرهها وأبغضها.

(8) الأفاويق: ما يتجمع في الضرع من اللبن.

(9) شمست: من شمس الفرس إذا جمح.

(10) رمحتنا: من رمحه الفرس إذا ركله.

(11) الطير البارحة: التي تمر من اليمين الى اليسار، والعرب القدماء كانوا يتشاءمون بها.

(12) نصبا: تعبا

(13) الجذل: السرور.

(14) الجدة: الميسرة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك