التراب مصدر نشوء الانسان
المؤلف:
الدكتور صادق عبد الرضا علي
المصدر:
القرآن والطب الحديث
الجزء والصفحة:
ص 247-248.
9-05-2015
6797
هو المادة الأولية التي خلق منها أبونا آدم (عليه السلام) ، ومنها خلق بقية البشر الذين عاشوا على هذه الأرض التي أنبتت النبات وغذت الحيوان ، وكنتيجة لأكل تلك النباتات والفواكه التي خرجت ونمت من التراب ، وكذلك الحيوانات التي عاشت على الأعشاب والنباتات ، تحول الغذاء الذي مصدره التراب إلى دم يجري في عروق الانسان وأعضائه ومنها (الخصيتين).
وهذا الدم تجري عليه عمليات متعددة ، يتحول بعدها في ذلك المصنع الالهي إلى مواد منوية (حيامن) وفق نظام دقيق ومحكم.
ولو قمنا بفحص (الخصية) تشريحيا وفيسولوجيا ، لوجدناها عبارة عن مصنع فعال متكامل ، يتكون من ملايين الخلايا ومئات الأنابيب (800) أنبوب يبلغ طولها (200-300) متر ، لها القابلية على تحويل الدم القادم إليها إلى ملايين الحيوانات المنوية. أما الحيوان المنوي فهو ذو خلقة وتركيب مدهش وعجيب لا يتصوره الانسان العادي بسهولة ، ففي كل دفقة مني التي تتكون من (3-5 سم 3) يحوي كل سم 3 من ذلك الماء الدافق على (60-80) مليون حيوان منوي ، وطول هذا الحيوان (65 ميكرون).
ويتألف من رأس كمثري الشكل وعنق وذيل طويل يبلغ (45 ميكرون) يساعد الحيوان على الحركة أثناء عبوره الرحم والبوق ، وتقدر سرعتها (2-3 ملم) في الدقيقة.
وكذلك تقوم الخصية بإفراز الهرمونات الذكرية المسماة بالأندروجين (Androgens) .
وفي المقابل يتحول الدم الجاري في مبيض المرأة إلى بويضات ، حيث يقدم كل مبيض بيضة في كل شهرين ، وذلك بالتبادل مع المبيض الآخر. ونتيجة لعملية التزاوج أو الألتحام الحاصل بين الحيمن والبيضة يتكون الأنسان بصورة تدريجية ، وفق موازين وشروط خاصة ، حتى يبلغ الشهر التاسع حيث تتم عملية الولادة وفق البرنامج الالهي المحسوب ، ويحصل ذلك كما يلي :
عند ما تدخل الحيوانات المنوية الرحم تتسابق كل منها لتلقيح البيضة ، والذي يتم عادة في الجزء الأخير من البوق ، ولا يسمح إلّا لحيوان واحد فقط لتلقيح تلك البيضة.
وهذه البيضة التي تتمتع بحيوية حياتية قابلة للانقسام والنمو بشكل منتظم ، مع الاحتفاظ بالصفات الخاصة للأب والام ، تبدأ بالتحرك داخل البوق ، وهي تنقسم وتتطور في حين تكون الرحم المتضخمة قد أكملت استعداداتها الخاصة لاستقبال واحتضان البيضة الملقحة ، لكي تكون في موضع أمين يزودها بالغذاء اللازم.
وتقدر الفترة التي تقضيها البيضة الملقحة خلال مسيرها من الثلث الأخير للبوق حتى جوف الرحم ب (4-5) أيام ، ومرحلة تحول النطفة إلى علقة (الدم الغليظ الجامد) تبدأ حين تباشر البيضة الملقحة بالانقسام إلى خليتين ثم أربع فثمان وهكذا ..
الاكثر قراءة في هل تعلم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة