أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-24
1400
التاريخ: 17-10-2014
2475
التاريخ: 5-05-2015
1995
التاريخ: 4-05-2015
2988
|
المنهج القرآني القائم على الحق يتجسد في أمرين :
أولا : القانونية المتناسقة
نجد أن القرآن، يتفق في أصوله مع سائر الرسالات التي جاءت من عند اللّه، كما أنه يتفق مع بعضه البعض في أصوله وقوانينه، فهو حينما يتحدث عن القانون فإنه يتحدث عن التناسق بين أصوله وفروعه، فكما أن القانون له أصول تكون بمثابة الخطوط العامة، كذلك له تفريعات منبثقة من تلك الأصول، وهى الالتزامات والأحكام، فلا نجد أي تناقض في هذه البرامج المعدة سلفا والمستلهمة والمنطلقة من هذا المنهج الرباني، فلا تناقض مثلا بين القوانين التي ترتبط بالاقتصاد والقوانين العبادية، وكذلك لا تجد هذا التناقض بين القوانين السياسية والعبادية، ولا بين العبادية والاجتماعية، ولا بين بعضها مع البعض عموما.
لأن التناقض وعدم الانسجام لا يتفق مع الحق بل هو للباطل أقرب، والقرآن يقول { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت : 42] فلم ولن يستطع أحد أن يوجد ثغرة واحدة في كتاب اللّه فلم نجد ذلك في زمن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ولم يحصل حاضرا، ولن يكون مستقبلا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر : 9]
وعلى الباحث الإسلامي والمفكر الحر أن يتجرد للحق حتى يستطيع أن يستوعب القرآن ويتعامل معه، وفق الأسس والقواعد المنهجية التي تيسّر له المهمة العلمية التي جاء بها القرآن، ويحيط بكل أدوات ووسائل الفهم التي تمكنه من فهم القرآن، وكشف محتواه.
ثانيا : الوحدة الموضوعية
لا يقوم المنهج القرآني على إقحام النزعة الذاتية، أو الأفكار الموروثة، والمخلفات السلبية عند الباحث الإسلامي، أو المفسر للقرآن في محاولة فهمه له، بل يجب أن يتعامل مع النص القرآني، ومفهوم الآية بأمانة ودقة وموضوعية، فلا يجوز تحميل النص ما لا يحتمل من معاني، وتأويلات بعيدة عن روح القرآن وأصوله، فحينها إن لم يلتفت الباحث المسلم والمفسر إلى هذه المسألة سيعمد إلى عملية تشويه، وتحريف لروح القرآن إن لم يفهم النص في دائرته الخاصة، بما ينطوي عليه من مفاهيم ورؤى وبصائر. وبذلك سيؤدي إلى الوقوع في متاهات فكرية، وانحراف بعيد عن الثقافة الإسلامية، وبالتالي إلى ممارسة غير ممنهجة، ولا علمية، وليست وفق أصول القرآن، ولا منبثقة منه.
مهمة النظر إلى القرآن، هي الربط بين مفاهيمه، وأنها تشكل وحدة موضوعية واحدة قائمة على أساس الحق لأنه كما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) «و ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض» (1)
أي يكمّل بعضه بعضا كما انك حينما تنظر إلى الحق لا يمكنك تجزيئه، فكذلك فهمك للقرآن مجزأ يعنى تقطيع للمفاهيم القرآنية، وتمزيق للمحتوى الرباني، يؤدى ذلك إلى غموض في الرؤية الواضحة إلى كتاب اللّه.
أن تدخل الرغبات والأهواء والنزعات الذاتية إلى جانب التجزئة الموضوعية في فهم النصوص القرآنية، ذلك مما يؤدى إلى الاستنتاج الخاطئ والغير سليم.
«والباحث في حقول المعرفة والثقافة القرآنية الذي يمارس الدراسة على أسس سليمة، ووفق منهجية قرآنية تتفق ومنطق التنظيم الفكري والعلمي للقرآن، يستطيع الحصول على فكر إنساني سليم ، واكتشاف الكم الهائل من المفاهيم والتشريعات ، والأفكار التي لا يجف ينبوعها، ولا ينقطع رفدها ، كما يستطيع حماية القرآن من اندساس الأهواء والرغبات، ومن تلاعب العابثين، والجهال الذين ابتليت بهم الأمة الإسلامية عبر القرون في حياتها الطويلة، وما زالت تعاني أشد المعاناة من استمرار هذا الشذوذ العابث الذي لم يكن ليحدث إلا بسبب انعدام المنهج السليم، والقصور العلمي ، وغياب الموضوعية لدى كثير ممن تصدوا لهذه المسئولية الخطيرة ، فأساءوا فهم القرآن ، وشوهوا مفاهيمه، وأحكامه».
__________________
(1) نهج البلاغة خطبة 133 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|