أهمية الشباب :

يأخذ الشباب المدى الاوسع والاكبر لدى جميع دول العالم من الاهتمام بوصفه الفئة الاكثر تأثيراً في المجتمع ضمن السكان، وعليهم تقع مسؤولية نجاح الدولة او فشلها في الوسط الدولي، فالامة الفتية المنتجة المثقفة والمتكاتفة مع السلطة يكون لها وقع في الوسط الدولي وحضور متميز.

وتأتي أهمية دور الشباب أيضاً في الدولة من كونهم المحور الذي تدور عليه حركة المجتمع وقاعدته الاساسية التي تستند إليها الدولة في تنفيذ سياستها التي تقوم في مجملها على الامن الوطني الذي متى ما تحقق معه الطمأنينة لأفراد المجتمع(1).

والشباب من مختلف شرائح المجتمع يمثلون قوة اجتماعية مهمة للدولة فهم يمثلون ينبوعاً لقادة المجتمع في مجالاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية كافة بوصفهم أساس كل حركة، فهم القوة الذاتية للمجتمع حيث يعيش الواقع ويدركه(2).

ويوصف الشباب بأنه عنصر مهم من القوة البشرية التي تعد أحد الاركان التي تكوّن الدولة، ويمثل الشباب ثروة دائمة العطاء وهي الأكبر حجماً في المجتمع والاكثر نضجاً وتقبلاً للتغيير، ويعتمد التكوين اللاحق للمواطنين في أية دولة على مرحلة الشباب الى حدٍ كبير(3). يبدأ المجتمع بكل شرائحه وطبقاته من الشباب فهم (العامل ، الفلاح، الاستاذ، الجامعي، الجندي، ....الخ) وهم قوة المجتمع الحقيقية لهذا استأثرت موضوعات الشباب باهتمام القادة المربين، فهم طاقة التجديد والتغيير، ويتمتعون بقدرة فائقة واستعداد كبير للتأثير ايجابياً في الاحداث(4).

إن المجموعة السكانية التي تكثر فيها العناصر الشابة تحمل معها آثار روحهم الجريئة في كل قطاعاتها الاجتماعية للدولة وفي اتجاه سياسة يسودها التعاون بينما تسود صفه الجمود والحذر في مجموعات سكانية تكثر فيها العناصر المتقدمة فـي السن(5).

إن الهدف من بناء القوة هو تفادي الضعف في الدولة الذي يغري الطامعين الاقوياء، وسياسة قوة الدولة يجب ان لا تقف عند حدود معينة حتى لا يتحرك الاقوياء فيعرض أمن الدولة للخطر ويمكن القـول ان سياسة القـوة هي سياسـة

الأمن(6). وهذا ما تسعى جميع الدول إليه وهو ما لن تصل إليه إلا عبر شبابها بوصفهم المقود والوسيلة التي تحقق سياسة الامن.

إن للعامل البشري دوراً فاعلاً في عملية التطور والقضاء على التناقضات التي يعاني منها مجتمعنا العربي، ولخصائص هذا العامل وسماته تتحدد فاعليته في ضوء تنظيم مجتمعنا ودرجة تطوره ومدى تأهيله وإعداده وامتلاكه نظرية يستهدي بها واستراتيجية عمل تحدد مسار نشاطه، وقد اكدت تجارب الشعوب هذه الحقيقة، فلا الثروات الطبيعية ولا المناخ ولا رؤوس الاموال على اهميتها بقادرة على حسم مسألة التطور، ولو أمكن ذلك لكنا اول الشعوب واكثرها تطوراً، وخاصةً ان وطننا يمتلك كل هذه العناصر، وبما ان الشباب يمثلون اهم فئات التركيب السكاني، ادركنا مدى الاهمية التي يملكونها في المجتمع والدور الذي يعوّل عليهم اداؤه فيه. وليس هناك مجتمع اخذ بأسباب التقدم ولم يجعل للشباب مكانه تقع في المقام الاول من اهتماماته(7).

ومما سبق يمكن ان نجمل اهمية الشباب في المجتمع، التي تأتي من كونه :-

أولاً :- قوة الحيوية، فهي تأخذ على عاتقها الاسهام في عملية نمو السكان فضلاً عن اعتماد الفئات العمرية الاخرى عليها، لأنها الاقدر على الحركة، والهجرة بحثاً عن العمل.

ثانياً :- قوة دفاعية، فهي الفئة التي تقع على عاتقها مهمة حماية الوطن والانخراط في الجيش، وإدارة المعارك.

ثالثاً :- قوة اقتصادية، يأتي ذلك من كونها الفئة العاملة والمعيلة، ومن جهة اخرى يرتبط ذلك بما توفره هذه الفئة للدخل الوطني وحتى للدخل الاسري نتيجة للمشاركة في الانشطة الاقتصادية للدولة والمساهمة في رفع اقتصاد الدولة في مجالاتها العلمية والتعليمية كافة وفي قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها.

رابعاً :- قوة ثورية، فعلى عاتقها تقع عملية التغيير في الدول، فكل الثورات في العالم قادها الشباب، وكل التغيرات التي حدثت ضد السلطات الجائرة والدكتاتورية كان الشباب هم من قادتها.

خامسا:- قوة انجابية, لها اهميتها في زيادة السكان ونموهم ,أذ أن كثير من الصراع الديمغرافي يكون ذات أهمية يقع على عاتق تلك الفئة.

_______________

(1)  نشوان زيدان الكبيسي، ، مصدر سابق، ص37.

(2) حاتم راهي الزوبعي، ، مصدر سابق، ص14.

(3)   عادل طاهر، الشباب والسلام العالمي، دار الثقافة العربية للطباعة، (د. م. ط )، 1966، ص51.

(4)  نصر سعيد، التحديات التي تواجه الشباب العربي في مدارسهم التعليمية النظامية، مجلة كلية المعلمين، الجامعة المستنصرية، العدد (13)، السنة الرابعة، مايس، 1998، ص137.

(5)  عبد المنعم عبد الوهاب، جغرافية العلاقات السياسية، مصدر سابق، ص123.

(6)  محمد طه بدوي، مدخل الى عالم العلاقات الدولية، دار النهضة العربية، بيروت، 1972، ص60.

(7)  محسن خليل، وحدة الشباب العربي، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1978،ص7.