الفصل الثالث

مفهوم وأهمية إدارة الحكم الرشيد للدولة

تقديم :

مما لا شك فيه ان جميع مؤسسات الدولة يجب ان تلعب دورا ايجابيا في تحقيق رسالة الدولة واهدافها . وإن هذا الدور الإيجابي لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال الإدارة الرشيدة للدولة بكافة مؤسساتها . وان الوصول للحكم الرشيد مرهون بالمرجعيات الإدارية لمهنة الإدارة ، ومن بين تلك المرجعيات الإدارية ما يعرف بمعايير الحكم الرشيد او الحوكمة الإدارية ويمكن قياس او تقييم مستوى تقدم الدولة نحو الحكم الرشيد او إحدى مؤسساتها من خلال مقارنة الأداء الفعلى للدولة واجهزتها المختلفة بالمعايير المرجعية الإدارية ومن بينها معايير إدارة الحكم الرشيد ثم اتخاذ قرارات معالجة الفجوات بين تلك المعايير والأداء الفعلى. هذا ويتوقف دور الدولة في تحقيق تلك المعايير السابقة على مدى قدرتها على إدارة شئونها طبقا للمرجعيات العلمية والمهنية للإدارة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها. اي ان تحقيق اهداف الحكم الرشيد للدولة مرهون بالقدرة على مدى الالتزام بتلك المعايير العلمية والمهنية للإدارة ومن بينها معايير إدارة الحكم الرشيد.

هذا وتعتبر الإدارة الاستراتيجية المرجعية الإدارية الرئيسية الداعمة للحكم الرشيد ذلك لأن التزام مؤسسات الدولة بالمعايير المرجعية للإدارة الاستراتيجية إنما يقود بالتبعية إلى تحقيق اهداف الحكم الرشيد للدولة.

هذا ويستلزم التعرف على كيفية إدارة شئون الدولة وكيف تساهم مؤسساتها المختلفة في دعم إدارة الحكم الرشيد للدولة التعرف اولا على مفهوم الدولة من المنظور الإداري وكيف تساهم الإدارة في إدارة شئونها المختلفة ثم ثانيا إلقاء الضوء على مفهوم وأهداف واهمية إدارة الحكم الرشيد وذلك تمهيدا للتعرف على كيفية التوافق بين إدارة الدولة وإدارة المؤسسات بها من خلال خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية في الفصل التالي.

لذا يستهدف هذا الفصل التعرف على مفهوم الدولة من المنظور الإداري ومفهوم إدارة الحكم الرشيد للدولة من هذا المنظور ثم اهداف واهمية إدارة الحكم الرشيد ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال مناقشة الموضوعات التالية : 

* مفهوم الدولة من المنظور الإداري.  

* مفهوم وخصائص إدارة الحكم الرشيد للدولة. 

* اهداف واهمية الحكم الرشيد للدولة.