أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2017
![]()
التاريخ: 19-3-2016
![]()
التاريخ: 19-10-2015
![]()
التاريخ: 7-04-2015
![]() |
لما رحل عمر بن سعد عن كربلاء و توجه نحو الكوفة، خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية الى الحسين (عليه السلام) و أصحابه رحمة اللّه عليهم - بعد ما بلغهم رحيل عمر بن سعد - فصلّوا عليهم و دفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن ، و دفنوا ابنه عليّ بن الحسين الاصغر (عليه السلام) عند رجليه ، و حفروا للشهداء من أهل بيته و أصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين (عليه السلام) و جمعوهم و دفنوهم جميعا معا ، و دفنوا العباس (عليه السلام) في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن .
وقال ابن شهرآشوب بعد ذكره لدفنهم : و كانوا يجدون لأكثرهم قبورا و يرون طيورا بيضا .
وذكر الشيخ المفيد رحمه اللّه في كتابه الارشاد اسماء شهداء أهل البيت ثم قال بعده : و هم كلّهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين (عليه السلام) في مشهده ، حفر لهم حفيرة و القوا فيها جميعا و سوى عليهم التراب الّا العباس بن عليّ (عليه السلام) فانّه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية ، و قبره ظاهر و ليس لقبور اخوته و أهله الذين سميناهم أثر و إنمّا يزورهم الزائر من عند قبر الحسين (عليه السلام) و يومئ الى الارض التي نحو رجليه بالسلام عليهم و على عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) في جملتهم و يقال انّه أقربهم دفنا الى الحسين (عليه السلام).
فاما اصحاب الحسين (عليه السلام) رحمة اللّه عليهم الذين قتلوا معه فانهم دفنوا حوله و لسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق و التفصيل الا انا لا نشك أن الحائر محيط بهم ، رضي اللّه عنهم و ارضاهم و اسكنهم جنات النعيم .
يقول المؤلف : لا ينافي قول الشيخ مع القول بانّ لحبيب بن مظاهر و الحر بن يزيد ، قبر مستقل و مدفن مستقل لانّ قوله ذلك ناظر الى أغلب الشهداء لا كلّهم.
و في كامل البهائي : انّ عمر بن سعد لعنه اللّه أقام يوم عاشوراء و غده الى وقت الزوال و وكل جمع من المشايخ و المعتمدين على الامام زين العابدين (عليه السلام) و بنات امير المؤمنين (عليه السلام) و سائر النساء و كنّ جميعهنّ عشرين امرأة ، و كان لزين العابدين (عليه السلام) في ذلك اليوم اثنان و عشرون سنة و لمحمد الباقر (عليه السلام) أربع سنين وكان كلاهما في كربلاء فحفظهما اللّه تعالى.
فلما سار عمر بن سعد الى الكوفة ، وصل جمع من بني أسد و هم قوم رحّل الى كربلاء، فرأوا تلك الحالة ، فدفنوا الحسين (عليه السلام) وحده و دفنوا عليّ بن الحسين (عليه السلام) عند رجليه ، و العباس عند الفرات في المكان الذي قتل فيه ، و حفروا لسائر الشهداء حفرة فدفنوهم معا ، و دفن الحر بن يزيد في موضعه الذي قتل فيه ، دفنه أقرباؤه ، و لا يعلم قبور الشهداء الا بالجملة و القدر المتيقن انّ الحائر محيط بهم ، .
وصل : اعلم قد ثبت في محله انّه لا يلي أمر المعصوم الّا المعصوم و انّ الامام لا يغسله الّا الامام و لو قبض امام في المشرق و كان وصيه في المغرب لجمع اللّه بينهما ، و هذا يوافق الاحاديث الصحيحة التي عند علمائنا الامامية ، بل هو جزء من أصول المذهب ، فالقول بدفن قبيلة بني أسد للحسين (عليه السلام) يشير الى ظاهر الامر لكنّ الواقع هو مجيء الامام زين العابدين (عليه السلام) الى كربلاء و تولّيه دفن ابيه.
كما صرح بهذا امامنا الرضا (عليه السلام) في احتجاجه على الواقفية ، بل يستفاد من حديث (بصائر الدرجات) المروي عن الجواد (عليه السلام) انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) كان حاضرا عند دفن الحسين (عليه السلام) و كذلك امير المؤمنين و الحسن و عليّ بن الحسين و جبرئيل و الروح و الملائكة التي نزلت في ليلة القدر.
وفي المناقب انّ ابن عباس رأى النبي (صلى الله عليه واله) في منامه بعد قتل الحسين (عليه السلام) و هو مغبر الوجه ، حافي القدمين ، باكي العينين ، و قد ضم حجز قميصه الى نفسه (أي جميع اطراف ثوبه) و هو يقرأ : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } [إبراهيم : 42] و قال (صلّى اللّه عليه و آله) : انّي مضيت الى كربلاء و التقطت دم الحسين من الارض و هو ذا في حجري ، و انا ماض أخاصمهم بين يدي ربّي.
وفي رواية سلمى انها قالت : دخلت على أمّ سلمة و هي تبكي ، فقلت لها : ما يبكيك؟.
قالت : رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في المنام و على رأسه و لحيته أثر التراب ، فقلت: ما لك يا رسول اللّه مغبرا؟.
قال : شهدت قتل الحسين آنفا .
وفي رواية اخرى عن الصادق (عليه السلام) قال : اصبحت يوما أمّ سلمة (رضي اللّه عنها) تبكي ، فقيل لها : ممّ بكاؤك ؟.
فقالت : لقد قتل ابني الحسين الليلة ، و ذلك انني ما رأيت رسول اللّه منذ مضى الّا الليلة فرأيته شاحبا ، كئيبا ، فقالت : قلت : ما لي أراك يا رسول اللّه شاحبا كئيبا؟.
قال : ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين و أصحابه عليه و (عليهم السّلام) .
وفي الجامع الترمذي ، و السمعاني ، انّه : رأت أمّ سلمة النبي (صلى الله عليه واله) في المنام و التراب على رأسه (فقالت) فقلت: ما لك؟ .
فقال : وثب الناس على ابني فقتلوه و قد شهدته قتيلا الساعة.
وفي رواية أخرى انّه (صلى الله عليه واله) قال : فرغت من دفن الحسين و أصحابه.
والمعروف انّ الاجساد الطاهرة بقيت على الارض ثلاثة ايام لم تدفن ، و نقل عن بعض الكتب انها دفنت يوم الحادي عشر ، و هذا بعيد جدا لانّ عمر بن سعد كان ذلك اليوم في كربلاء لأجل دفن أجساد أصحابه الخبيثة ، و قد هجر أهل الغاضرية ليلة عاشوراء تلك المنطقة خوفا من ابن سعد ، و الظاهر عدم جرأتهم في الرجوع بهذه السرعة.
وروي في مقتل محمد بن أبي طالب عن الباقر عن ابيه عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) انّه قال : انّ الناس كانوا يحضرون المعركة و يدفنون القتلى فوجدوا جونا بعد عشرة أيام تفوح منه رائحة المسك .
ويؤيد هذا الكلام ما روى في تذكرة السبط انّه : كان زهير بن القين قد قتل مع الحسين (عليه السلام) و قالت امرأته لغلام له : اذهب فكفن مولاك، فذهب فرأى الحسين (عليه السلام) مجردا فقال : اكفن مولاي و أدع الحسين (عليه السلام) لا و اللّه ، فكفنه ثم كفن مولاه في كفن آخر .
ويظهر من رواية الشيخ الطوسي في الامالي عن الديزج الذي جاء لتخريب قبر الحسين (عليه السلام) بأمر المتوكل ، انّ بني أسد جاءوا ببارية جديدة و فرشوها تحت الحسين (عليه السلام) و دفنوه.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يُصدر الكتاب التاسع ضمن سلسلة الدراسات الغربية
|
|
|