المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المبالغة  
  
1742   04:53 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص365-367
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البديع /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2015 1509
التاريخ: 24-09-2015 2800
التاريخ: 26-09-2015 1838
التاريخ: 26-09-2015 3535

المبالغة أن تبلغ بالمعنى أقصى غاياته وأبعد نهاياته ولا تقتصر في العبارة عنه على أدنى منازله وأقرب مراتبه ومثاله من القرآن قول الله تعالى ( يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) ولو قال تذهل كل امرأة عن ولدها لكان بيانا حسنا وبلاغة كاملة وإنما خص المرضعة للمبالغة لأن المرضعة أشفق على ولدها لمعرفتها بحاجته إليها وأشغف به لقربه منها ولزومها له لا يفارقها ليلا ولا نهارا وعلى حسب القرب تكون المحبة والإلف ولهذا قال امرؤ القيس ( فمِثْلُك حُبْلَى قد طرقتُ ومرضع ** فألهيتُها عن ذِي تمائمَ مُحْوِلِ )  لما أراد المبالغة في وصف محبة المرأة له قال إني ألهيتها عن ولدها الذي ترضعه لمعرفته بشغفها به وشفقتها عليه في حال إرضاعها إياه  وقوله تعالى ! (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء)! لو قال يحسبه الرائي لكان جيدا ولكن لما أراد المبالغة ذكر الظمآن لأن حاجته إلى الماء أشد وهو على الماء أحرص وقد ذكرناه قبل ومثل ذلك قول دريد بن الصمة (مَتَى ما تدعُ قومَك أدْعُ قومِي ** وحولي من بني جُشَم فِئامُ) (فوارس بهمة حُشدٌ إذا ما ** بدا حضر الحييّة والحذامُ) فالمبالغة الشديدة في قوله ((الحيية)) ومن المبالغة نوع آخر وهو أن يذكر المتكلم حالا لو وقف عليها أجزأته في غرضه منها فيجاوز ذلك حتى يزيد في المعنى

زيادة تؤكده ويلحق به لاحقة تؤيده كقول عمير بن الأهتم التغلبي ( ونكرم جارنا ما دام فينا ** ونُتْبِعه الكرامة حيث مالا )  فإكرامهم الجار ما دام فيهم مكرمة وإتباعهم إياه الكرامة حيث مال من المبالغة وقول الحكم الخضري ( وأقبَحُ من قِرْدٍ و أبخل بالقِرى ** من الكلب أَمْسى وهو غَرْثَانُ أعجفُ )  فالكلب بخيل على ما ظفر به وهو أشد بخلا إذا كان جائعا أعجف ومن هاهنا أخذ حماد عجرد قوله في بشار ( ويا أقبح من قِرْدٍ ** إذا ما عمَى القِرْدُ )  وقول رواس بن تميم ( وإنّا لَنعطي النَّصف منّا وإننا ** لنأخذه من كل أبْلَخ ظالم ) المبالغة في قوله ( ( أبلخ ) )  وقول أوس بن غلفاء الهجيمي ( وهم تركوك أسلحَ من حُبَارَى ** رأت صقراً وأشْرَدَ من نعام ) فقوله ( ( رأت صقرا ) ) من المبالغة  وكتبت في فصل إلى بعض أهل الأدب قربك أحب إليّ من الحياة في ظل اليسر والسعة ومن طول البقاء في كنف الخفض والدعة ومن إقبال الحبيب مع إدبار الرقيب ومن شمول الخصب بعد عموم الجدب وأقر لعيني من الظفر بالبغية بعد إشرافي على الخيبة وأسر لنفسي من الأمن بعد الخوف والإنصاف بعد الحيف وأسأل الله أن يطيل بقاءك ويديم نعماءك ويرزقني عدلك ووفاءك ويكفيني نبوك وجفاءك

فقولي ( ( الحياة في ظل اليسر والسعة ) ) و ( ( البقاء في كنف الخفض والدعة ) ) وقولي ( ( إقبال الحبيب مع إدبار الرقيب ) ) وقولي ( ( الخصب بعد عموم الجدب ) ) وما بعده إلى آخر الفصول مبالغات  ومن عيوب هذا الباب قول بعض المتأخرين ( فلا غيضتْ بحارُك يا جَموماً ** على عَللَ الغرائب والدّخالِ )  أراد أن يقول إنك كثير الجود على كثرة سؤالك فلا نقصت فعبر عنه بهذه العبارة الغثة والجموم البئر الكثيرة الماء وقوله ( ليس قَوْلِي في شمس فِعْلِك كالشمس ** ولكنْ في الشّمس كالإشراقِ )  على أن حقيقة معنى هذا البيت لا يوقف عليها  ومن ردئ المبالغة قول أبي تمام ( ما زال يَهْذي بالمكارم والعُلا ** حتى ظَننَّا أنه مَحْمومُ ) أراد أن يبالغ في ذكر الممدوح باللهج بذكر الجود فقال ( ( ما زال يهذي ) ) فجاء بلفظ مذموم والجيد في معناه قول الآخر ( ما كان يُعْطِي مثلَها في مثلِه ** إلا كريمُ الخِيم أو مجنونُ )  قسم قسمين ممدوحا ومذموما ليخرج الممدوح من المذموم إلى الممدوح المحمود  ومن جيد المبالغة قول عمرو بن حاتم ( خليليَّ أمسَى حبُّ خرقاء قاتِلي ** ففي الحبِّ مني وَقْدَةٌ وصدُوعُ ) ( ولو جاورتنا العام خَرْقاء لم نُبَلْ ** على جدبنا ألاَّ يصوبَ ربيعُ )  قوله ( ( على جدبنا ) ) مبالغة جيدة

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.