قال عليه السلام: لا تتخذوا
الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه، فإن صاحب كنز الدنيا
يخاف عليه الآفة، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة.
- وقال عليه السلام:
يا معشر الحواريين إني قد أكببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي، فإن من
خبث الدنيا أن عصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها،
فاعبروا الدنيا ولا تعمروها، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا، ورب
شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا.
- وقال عليه السلام: إني بطحت لكم الدنيا
وجلستم على ظهرها، فلا ينازعنكم فيها إلا الملوك والنساء، فأما الملوك فلا تنازعوهم
الدنيا فإنهم لم يتعرضوا لكم ما تركتم دنياهم، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة.
- وقال عليه السلام: لا يستقيم حب
الدنيا والآخرة في قلب مؤمن، كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد.
- وقال
عيسى: ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها، ويأمنها وتغره، ويثق بها وتخذله، ويل
للمغترين كيف رهقهم ما يكرهون ؟ وفارقهم ما يحبون ؟ وجاءهم ما يوعدون ؟ وويل لمن
الدنيا همه، والخطايا أمله، كيف يفتضح غدا عند الله ؟
- وقيل لعيسى عليه السلام:
علمنا عملا واحدا يحبنا الله عليه، قال: أبغضوا الدنيا يحببكم الله.
- وروي أن عيسى عليه السلام كوشف
بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء، عليها من كل زينة،
فقال لها: كم تزوجت ؟ فقالت: لا أحصيهم، قال: وكلهم مات عنك أو كلهم طلقك ؟ قالت:
بل كلهم قتلت، فقال عيسى عليه السلام: بؤسا لأزواجك الباقين كيف تهلكهم واحدا
واحدا ولم يكونوا منك على حذر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [326]
تاريخ النشر : 2024-05-12