أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/منزلة النبي وأهل البيت صلوات الله عليهم في القيامة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أبي، عن عبد الله
بن المغيرة، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: إذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة، فسألنا
النبي صلى الله عليه وآله عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة، وهي ألف مرقاة جوهر،
إلى مرقاة زبرجد، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم
القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا
يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا قال: طوبى لمن كانت هذه درجته، فينادي المنادي
ويسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذه درجة محمد
صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأقبل يومئذ متزرا بريطة
من نور، علي تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي
وهو لواء الحمد، مكتوب عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله المفلحون هم الفائزون
بالله، فإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما،
وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان، حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني،
فإذا صرت في أعلى الدرجة منها وعلي أسفل مني بيده لوائي، فلا يبقى يومئذ
نبي ولا مؤمن إلا رفعوا رؤوسهم إلي يقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله
! فينادي المنادي يسمع النبيون وجميع الخلائق: هذا حبيبي محمد، وهذا وليي علي
بن أبي طالب، طوبى لمن أحبه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه، ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا
الكلام، وابيض وجهه، وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب
لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه، و اضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذا ملكان
قد أقبلا إلي، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو
رضوان ويسلم علي ويقول: السلام عليك يا رسول الله فأرد عليه وأقول: أيها الملك
الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت ؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنة،
أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فخذها يا محمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد
على ما أنعم به علي، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إلى علي ويرجع
رضوان، ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول له: وعليك
السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك ! وأقبح وجهك ! من أنت ؟ فيقول: أنا مالك خازن
النار أمرني ربي آن آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما
أنعم به علي وفضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إليه، ثم يرجع
مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على عجزة جهنم ويأخذ زمامها
بيده، وقد علا زفيرها، واشتد حرها، وكثر تطاير شررها، فينادي جهنم: يا علي جزني
قد أطفأ نورك لهبي، فيقول علي لها: ذري هذا وليي، وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ
أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن شاء يذهب بها
يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من جميع الخلائق، وذلك أن عليا عليه السلام يومئذ
قسيم الجنة والنار.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 326 ]
تاريخ النشر : 2024-03-24