أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/الشفاعة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أما إن
من شيعة علي عليه السلام لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفة سيئاته من الآثام
ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار السيارة، تقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا يشكون
أنه من الهالكين وفي عذاب الله من الخالدين، فيأتيه النداء من قبل الله تعالى: يا أيها
العبد الجاني هذه الذنوب الموبقات فهل بإزائها حسنة تكافئها وتدخل الجنة برحمة الله،
أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله، يقول العبد: لا أدري، فيقول منادي ربنا عز وجل: إن
ربي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إن فلان بن فلان من بلد كذا وكذا وقرية كذا وكذا
قد رهن بسيئاته كأمثال الجبال والبحار ولا حسنة بإزائها، فأي أهل هذا المحشر كانت لي
عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها، فهذا أوان شدة حاجتي إليها فينادي الرجل بذلك،
فأول من يجيبه علي بن أبي طالب: لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي، المظلوم بعداوتي،
ثم يأتي هو ومن معه عدد كثير وجم غفير وإن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله
الظلامات فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون، كان بنا بارا ولنا
مكرما، وفى معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا، وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا
وبذلناها له، فيقول علي عليه السلام: فبماذا تدخلون جنة ربكم؟ فيقولون: برحمة الله
الواسعة التي لا يعدمها من والاك ووالى آلك يا أخا رسول الله، فيأتي النداء من قبل
الله تعالى: يا أخا رسول الله هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له فأنت ماذا تبذل له؟
فإني أنا الحكم، ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إياك، وما بينه وبين
عبادي من الظلامات فلا بد من فصلي بينه وبينهم، فيقول علي عليه السلام: يا رب أفعل
ما تأمرني، فيقول الله: يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله، فيضمن لهم علي
عليه السلام ذلك ويقول لهم: اقترحوا علي ما شئتم أعطكم عوضا من ظلاماتكم قبله، فيقولون:
يا أخا رسول الله تجعل لنا بإزاء ظلامتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على
فراش محمد صلى الله عليه وآله، فيقول علي عليه السلام: قد وهبت ذلك لكم، فيقول الله
عز وجل: فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من علي، فداء لصاحبه من ظلاماتكم، ويظهر
لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون ذلك ما يرضي الله به
خصماء أولئك المؤمنين، ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل مالا عين رأت، ولا اذن
سمعت، ولا خطر على بال بشر، يقولون: يا ربنا هل بقي من جنانك شئ؟
إذا كان هذا كله لنا فأين تحل سائر عبادك
المؤمنين والأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون؟ ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها
قد جعلت لهم، فيأتي النداء من قبل الله تعالى: يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس علي
بن أبي طالب الذي اقترحتموه عليه قد جعله لكم فخذوه وانظروا، فيصيرون هم وهذا المؤمن
الذي عوضه علي عليه السلام في تلك الجنان ثم يرون ما يضيفه الله عز وجل إلى ممالك علي
عليه السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له مما شاء من الأضعاف
التي لا يعرفها غيره. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أذلك خير نزلا أم شجرة
الزقوم المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب عليه السلام؟.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 8 / صفحة [ 59 ]
تاريخ النشر : 2024-03-23