أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/الحساب والحشر وكيفيته/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن هشام بن الحكم
أنه قال الزنديق للصادق عليه السلام : أنى للروح بالبعث والبدن قد بلي والاعضاء
قد تفرقت ؟ فعضو في بلدة تأكلها سباعها، وعضو بأخرى تمزقه هوامها، وعضو قد صار
ترابا بني به مع الطين حائط ! قال: إن الذي أنشأه من غير شئ وصوره على غير مثال
كان سبق إليه قادر أن يعيده كما بدأه، قال: أوضح لي ذلك، قال: إن الروح مقيمة في
مكانها: روح المحسنين في ضياء وفسحة، وروح المسيء في ضيق وظلمة، والبدن يصير ترابا
منه خلق، وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها فما أكلته ومزقته كل ذلك في
التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الأرض ويعلم عدد الاشياء ووزنها،
وإن تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب فإذا كان حين البعث مطرت الارض فتربو
الارض ثم تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل
بالماء، والزبد من اللبن إذا مخض فيجتمع تراب كل قالب فينقل بإذن الله تعالى إلى حيث
الروح، فتعود الصور بإذن المصور كهيئتها وتلج الروح فيها، فإذا قد استوى
لا ينكر من نفسه شيئا الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 37 ]
تاريخ النشر : 2024-03-17