أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/القضاء والقدر والمشيئة والارادة/الإمام الحسين (عليه السلام)
قال العالم كتب
الحسن بن أبي الحسن البصري إلى الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما
يسأله عن القدر، وكتب إليه: فاتبع ما شرحت لك في القدر مما افضي إلينا أهل البيت
فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله
عزوجل فقد افترى على الله افتراءا عظيما، إن الله تبارك وتعالى لا يطاع بإكراه،
ولا يعصى بغلبة، ولا يهمل العباد في الهلكة، لكنه المالك لما
ملكهم، والقادر لما عليه أقدرهم، فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن الله صادا عنها مبطئا،
وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يمن عليهم فيحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل، وإن
لم يفعل فليس هو حملهم عليها قسرا، ولا كلفهم جبرا، بل بتمكينه إياهم
بعد إعذاره وإنذاره لهم واحتجاجه عليهم طوقهم ومكنهم، وجعل لهم السبيل إلى أخذ
ما إليه دعاهم، وترك ما عنه نهاهم، جعلهم مستطيعين لأخذ ما أمرهم به من شئ غير آخذيه،
ولترك ما نهاهم عنه من شئ غير تاركيه، والحمد لله الذي جعل عباده أقوياء لما
أمرهم به، ينالون بتلك القوة وما نهاهم عنه، وجعل العذر لمن يجعل له السبيل، حمدا
متقبلا فأنا على ذلك أذهب وبه أقول، والله وأنا وأصحابي أيضا عليه، وله الحمد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 123 ]
تاريخ النشر : 2023-04-17