دعوات الراوندي: روي بأن المحتضر يحضره
صف من الملائكة عن يمينه عليهم ثياب خضر، وصف
عن يساره عليهم ثياب سود، ينتظر كل واحد من الفريقين
في قبض روحه، والمريض ينظر إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء اخرى، ويبعث الله ملكا
إلى المؤمن يبشره، ويأمر ملك الموت أن يتراءى له في أحسن صورة، فإذا أخذ في قبض
روحه وارتقى إلى ركبتيه شفع إلى جبرئيل وقد أمره الله أن ينزل إلى عبده أن يرخص له في
توديع أهله وولده، فيقول له: أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي، أو تنظر إلى ميكائيل،
فيقول: أين ميكائيل ؟ فإذا به وقد نزل في جوق من الملائكة فينظر إليه ويسلم
عليه، فإذا بلغت الروح إلى بطنه وسرته شفع إلى ميكائيل أن يمهله فيقول له: أنت
مخير بين أن أمسح عليك جناحي، أو تنطر إلى الجنة، فيختار النظر إلى الجنة فيتضاحك،
ويأمر الله ملك الموت أن يرفق به، فإذا فارقته روحه تبعاه الملكان اللذان كانا
موكلين به يبكيان ويترحمان عليه، ويقولان: رحم الله هذا العبد كم أسمعنا الخير،
وكم أشهدنا على الصالحات، وقالا: يا ربنا إنا كنا موكلين به وقد نقلته إلى جوارك
فما تأمرنا ؟ فيقول تعالى: تلزمان قبره وتترحمان عليه وتستغفران له إلى يوم القيامة،
فإذا كان يوم القيامة أتياه بمركب فأركباه ومشيا بين يديه إلى الجنة وخدماه
في الجنة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 172 ]
تاريخ النشر : 2024-01-15