أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/التجسيم والتشبيه والرؤية/الإمام علي عليه السلام
الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله الصغدي، عن محمد بن يعقوب العسكري وأخيه معاذ معا، عن محمد بن
سنان الحنظلي، عن عبد الله بن عاصم، عن عبد الرحمن بن قيس، عن أبي الهاشم الرماني،
عن زاذان، عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر في قدوم الجاثليق المدينة مع مائة
من النصارى بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه
عنها، ثم ارشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله فأجابه فكان
فيما سأله أن قال له: أخبرني عن الرب أين هو وأين كان ؟ قال علي : لا يوصف الرب جل
جلاله بمكان، وهو كما كان، وكان كما هو، لم يكن في مكان، ولم يزل من مكان إلى
مكان، ولا أحاط به مكان، بل كان لم يزل بلا حد ولا كيف. قال: صدقت، فأخبرني عن
الرب أفي الدنيا هو أو في الآخرة ؟ قال علي عليه السلام: لم يزل ربنا قبل الدنيا
هو مدبر الدنيا، وعالم بالآخرة، فأما أن يحيط به الدنيا والآخرة فلا، ولكن يعلم ما
في الدنيا والآخرة. قال: صدقت يرحمك الله. ثم قال: أخبرني عن ربك أيحمل أو يحمل ؟
فقال علي عليه السلام: إن ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل. قال النصراني: وكيف ذلك
ونحن نجد في الانجيل: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ؟ فقال علي عليه السلام:
إن الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شئ محدود مخلوق
مدبر، وربك عزوجل مالكه لا أنه عليه ككون الشئ على الشئ، وأمر الملائكة بحمله فهم
يحملون العرش بما أقدرهم عليه. قال النصراني: صدقت رحمك الله. والحديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 3 / صفحة [ 333]
تاريخ النشر : 2023-12-03