أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/اسماء الله تعالى/الإمام الصادق عليه السلام
ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن ابن أبان،
عن ابن اورمة، عن علي بن الحسين بن محمد، عن خالد بن يزيد عن عبد الاعلى،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اسم الله
غير الله وكل شئ وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا
الله، فأما ما عبرت الالسن عنه أو عملت الايدي
فيه فهو مخلوق، والله غاية من غاياه، والمغيى غير الغاية، والغاية موصوفة وكل
موصوف مصنوع، وصانع الاشياء غير موصوف بحد مسمى، لم يتكون فتعرف كينونته بصنع غيره،
ولم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره، لا يزل من فهم هذا الحكم أبدا وهو التوحيد الخالص
فاعتقدوه وصدقوه وتفهموه بإذن الله عزوجل، ومن زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة
أو بمثال فهو مشرك لان الحجاب والمثال والصورة غيره، وإنما هو واحد موحد فكيف يوحد
من زعم أنه عرفه بغيره، إنما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه،
إنما يعرف غيره، ليس بين الخالق والمخلوق شئ، والله خالق الاشياء لا من شئ، يسمي
بأسمائه فهو غير أسمائه والاسماء غيره، والموصوف غير الواصف، فمن زعم أنه يؤمن بما
لا يعرف فهو ضال عن المعرفة، لا يدرك مخلوق شيئا إلا بالله، ولا تدرك معرفة الله
إلا بالله، والله خلو من خلقه وخلقه خلو منه، وإذا أراد شيئا كان كما أراد بأمره
من غير نطق، لا ملجأ لعباده مما قضى، ولا حجة لهم فيما ارتضي، لم يقدروا على عمل
ولا معالجة مما احدث في أبدانهم المخلوقة إلا بربهم، فمن زعم أنه يقوى على عمل لم يرده
الله عزوجل فقد زعم أن إرادته تغلب إرادة الله، تبارك الله رب العالمين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 160 ]
تاريخ النشر : 2023-11-26