أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/فضائل أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام علي (عليه السلام)
عن أبي قيس
يرفعه إلى أبي ذر الغفاري والمقداد وسلمان رضي الله عنهم قالوا : قال لنا أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : إني مررت بالصهاكي يوما فقال لي : ما مثل
محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة قال : فأتيت رسول الله صلى الله
عليه وآله فذكرت له ذلك فغضب رسول الله غضبا شديدا وقام مغضبا وصعد المنبر ، ففزعت
الانصار ولبسوا السلاح لما رأوا من غضبه ، ثم قال : ما بال أقوام يعيرون أهل بيتي
وقد سمعوني أقول في فضلهم ما قلت وخصصتهم بما خصهم الله به؟ وفضل علي عند الله
وكرامته وسبقه إلى الاسلام وبلاؤه ، وأنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي ، بلغني قول من زعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة ، ألا إن الله
سبحانه وتعالى خلق خلقه وفرقهم فرقتين ، فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة ، ثم جعلها
بيوتا فجعلني من خيرها بيتا ، حتى حصلت في أهل بيتي وعترتي وفي بنتي وابناي وأخي
علي بن أبي طالب.
ثم إن الله اطلع
على الارض اطلاعة فاختارني منها ، ثم اطلع ثانية فاختار منها أخي وابن عمي ووزيري
ووارثي وخليفتي ووصيي في امتي ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، فمن والاه فقد والى
الله ، ومن عاداه فقد عادا الله ، ومن أحبه فقد أحبه الله ، ومن أبغضه فقد أبغضه
الله ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر ، هو زينة الارض ومن ساكنها وهو كلمة
التقوى وعروة الله الوثقى ، ثم قال صلى الله عليه وآله : « يريدون ليطفؤوا نور
الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره » أيها الناس ليبلغ مقالتي منكم الشاهد
الغائب اللهم اشهد عليهم.
إن الله عزوجل
نظر إلى الارض نظرة ثالثة فاختار منها اثنا عشر إماما ، فهم خيار امتي وهم أحد عشر
إماما بعد أخي ، كلما قبض واحد قام واحد كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ،
أئمة هادين مهديين ، لا يضر هم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، لعن الله من
خذلهم ، لعن الله من كادهم ، وهم حجج الله في أرضه وشهادة على خلقه ، من أطاعهم
فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا
يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وهو
خيرهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم فاطمة الزهراء ، والتسعة من أولاد
الحسين عليهم السلام ، ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب ثم عمي حمزة بن عبد المطلب ،
أنا خير النبيين والمرسلين وعلي خير الاوصياء من أهل بيتي ، علي خير الوصيين وأهل
بيته خير بيوت النبيين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة في الخلق أجمعين.
أيها الناس
أترجى شفاعتي وأعجز عن أهل بيتي؟ أيها الناس ما من أحد يلقى الله غدا مؤمنا لا
يشرك به شيئا إلا أدخله الجنة ولو كان ذنوبه كتراب الارض ، أيها الناس إني آخذ بحلقة
باب الجنة ثم يتجلى لي الله عزوجل ، فأسجد بين يديه ، ثم يأذن لي في الشفاعة فلم
اوثر على أهل بيتي أحدا ، أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتي ومماتي وأكرموهم وفضلوهم
، لا يحل لاحد أن يقوم لاحد غير أهل بيتي ، ألا فانسبوني من أنا؟ قال : فقاموا
إليه الانصار وقد أخذوا بأيديهم السلاح وقالوا : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله
أخبرنا يارسول الله من آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه؟.
قال : فانسبوني
أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ثم أنهى النسبة إلى نزار ، ثم مضى إلى
إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، ثم مضى إلى نوح عليهم السلام ، ثم قال : أهل بيتي
كطينة آدم عليه السلام نكاح غير سفاح ، سلوني فوالله لا يسألني رجل إلا أخبرته عن
نفسه وعن أبيه ، فقام إليه رجل وقال : من أنا يا رسول الله؟ قال : أبوك فلان الذي
تدعى إليه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : والله لو نسبتني إلى غيره لرضيت
وسلمت ، ثم قام رجل آخر فقال : من أبي؟ فقال : أبوك فلان ـ لغير أبيه الذي يدعى
إليه ـ قال : فارتد الرجل عن الاسلام ، ثم قال والغضب ظاهر في وجهه : وما يمنع هذا
الرجل الذي يعيب أهل بيتي وأخي ووزيري وخليفتي من بعدي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي
أن يقوم يسألني عن أبيه وأين هو في جنة أو نار؟ قال : فعند ذلك خشي عمر على نفسه
أن يبدأه رسول الله فيفضحه بين الناس فقال : نعوذ بالله من غضب رسوله ، اعف عنا
يعف الله عنك ، اصفح عنا جعلنا الله فداك ، أقلنا أقالك الله ، استرنا سترك الله ،
فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه كان أهل الحلم والكرم والعفو ، ثم
نزل عن منبره صلى الله عليه وآله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 444 ]
تاريخ النشر : 2025-12-27