أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام الصادق عليه السلام
أبي وابن الوليد
معا ، عن سعد والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن
صالح ، وحدثنا أبي وابن المتوكل وما جيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن إبراهيم
وابن ناتانة والهمداني رضي الله عنهم جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ،
عن عبدالرحمان بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال
أبي لجابر بن عبد الله الانصاري ، إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك
عنها؟ قال له جابر : في أي الاوقات شئت ، فخلا به أبي عليه السلام فقال له : يا
جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وآله وما أخبرتك به امي أن في ذلك اللوح مكتوبا ، قال جابر : اشهد بالله إني دخلت
على امك فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله اهنئها بولادة الحسين عليه
السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه زمرد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور
الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وامي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت : هذا
اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء
الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك ، قال جابر : فأعطتنيه امك فاطمة
فقرأته وانتسخته ، فقال أبي عليه السلام فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال : نعم
فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر ، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ،
قال جابر : فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله
العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الامين من عند رب
العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا
إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ومذل الظالمين وديان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا
أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ،
فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له
وصيا ، وإني فضلتك على الانبياء ، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده
وبسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن
وحيي وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء
درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته اثيب واعاقب ، أولهم
علي سيد العابدين وزين أولياء الماضين ، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي
والمعدن لحكمي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني
لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنَّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى
وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس ، لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى ، وأن
أوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي
فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ،
إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء
النبوة وأمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها
العبد الصالح إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من
بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري حجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد
استوجبوا النار ، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني
على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه
رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه ،
ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون
خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ،
اولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع
الآصار والاغلال ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.
قال عبد الرحمان
بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن
أهله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 288 ]
تاريخ النشر : 2025-12-17