روى إبراهيم بن
محمد في فرائد السمطين بإسناده عن علي عليه السلام أنه ناجى رسول الله عشر مرات
بعشر كلمات قدمها عشر صدقات ، فسأل في الاولى : ما الوفاء؟ قال : التوحيد : شهادة
أن لا إله إلا الله ، ثم قال : وما الفساد؟ قال : الكفر والشرك بالله عزوجل ، قال
: وما الحق؟ قال : الاسلام ، والقرآن ، والولاية إذا انتهت اليك ، قال : وما الحيلة؟
قال : ترك الحيلة ، قال : وما علي؟ قال : طاعة الله وطاعة رسوله ، قال : وكيف أدعو
الله تعالى؟ قال : بالصدق واليقين ، قال : وما أسأل الله تعالى؟ قال : العافية ،
قال : وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال : كل حلالا وقل صدقا ، قال : وما السرور قال :
الجنة ، قال : وما الراحة؟ قال : لقاء الله تعالى ، فلما فرغ نسخ حكم الآية.
أقول : ثم روى
المضامين السابقة بأسانيد جمة.
وقال البيضاوي :
وفي هذا الامر تعظيم الرسول ، وإنفاع الفقراء والنهي عن الافراط في السؤال ،
والميز بين المؤمن المخلص والمنافق ، ومحب الآخرة ومحب الدنيا؟ واختلف في أنه
للندب أو للوجوب ، لكنه منسوخ بقوله ، « ءأشفقتم » وهو وإن اتصل به تلاوة لم يتصل
به نزولا. وعن علي عليه السلام أن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري كان لي
دينار فصرفته ، فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم ، وهو على القول بالوجوب لا يقدح في
غيره ، فلعله لم يتفق للأغنياء مناجاة في مدة بقائه ، إذ روي أنه لم يبق إلا عشرا
، وقيل إلا ساعة ، انتهى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 616 ]
تاريخ النشر : 2025-11-23