أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
علي بن أحمد
الشيباني معنعنا ، عن نوف البكالي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : جاءت
جماعة من قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله انصب لنا علما
يكون لنا من بعدك ، لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل بعد موسى بن عمران فقد قال
ربك سبحانه : « إنك ميت وإنهم ميتون » ولسنا لنطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في
قومه ، وقد عرفت منتهى أجلك ، ونريد أن نهتدي ولا نضل قال : إنكم قريبو عهد
بالجاهلية ، وفي قلوب أقوام أضغان ، وعسيت إن فعلت أن لا تقبلوا ، ولكن من كان في
منزله الليلة آية من غير ضير فهو صاحب الحق ، قال : فلما صلى النبي صلى الله عليه
وآله العشاء وانصرف إلى منزله سقط في منزلي نجم أضاءت له المدينة وما حولها وانفلق
بأربع فلق في كل شعب فلقة م غير ضير.
قال نوف : قال
لي جابر بن عبد الله : إن القوم أصروا على ذلك وأمسكوا ، فلما أوحى الله إلى نبيه
أن ارفع بضبع ابن عمك قال : يا جبرئيل أخاف من تشتت قلوب القوم ، فأوحى الله إليه
: « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله
يعصمك من الناس » فأمر النبي صلى الله عليه وآله بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة
، فاجتمع المهاجرون والانصار ، فصعد المنبر فحمدالله تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا
معشر قريش لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ، ثم قال : يا مشعر العرب لكم اليوم الشرف
صفوا صفوفكم ، قال : يا معشر الموالي لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم ثم دعا بدواة
وطرس فأمر وكتب فيه ، « بسم الله الرحمن الرحيم * لا إله إلا الله محمد رسول الله
» قال : شهدتم؟ قالوا : نعم ، قال : أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا : أللهم نعم قال
: أفتعلمون أنني مولاكم؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : فقبض على ضبع علي بن أبي طالب عليه
السلام فرفعه في الناس حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال : من كنت مولاه فهذا علي
مولاه ، ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله
ـ وفيه كلام ـ أنزل الله تعالى « والنجم
إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى » فأوحى
إليه « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ».
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 459 ]
تاريخ النشر : 2025-11-13