أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/فضائل أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الصادق (عليه السلام)
قوله تعالى : «
ويطعمون الطعام » حدثني أبي عن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان عند
فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة ،
فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين : رحمكم الله أطعمونا مما
رزقكم الله ، فقام علي عليه السلام فأعطاه ثلثها ، ولم يلبث أن جاء يتيم فقال
اليتيم رحمكم الله ، فقام علي عليه السلام فأعطاه ثلثها ، ثم جاء أسير فقال :
الاسير رحمكم الله ، فأعطاه علي عليه السلام الثلث الباقي ، وما ذاقوها ، فأنزل
الله فيهم هذه الآية إلى قوله : « وكان سعيكم مشكورا » وهي جارية في كل مؤمن فعل
مثل ذلك.
ـ روي أن الحسن
والحسين مرضا فنذر علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام صيام ثلاثة أيام فلما
عافاهما الله ـ وكان الزمان قحطا ـ أخذ علي من يهودي ثلاث جزات صوفا ، لتغزلها
فاطمة عليها السلام وثلاثة أصواع شعيرا ،
فصاموا ، وغزلت فاطمة جزة ثم طحنت صاعا من الشعير فخبزته ، فلما كان عند الافطار
أتى مسكين فأعطوه طعامهم ولم يذوقوا إلا الماء ، ثم غزلت جزة اخرى من الغد ثم طحنت
صاعا فخبزته ، فلما كان عند المساء أتى يتيم فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء ، فلما
كان من الغد غزلت الجزة الباقية ثم طحنت الصاع وخبزته ، وأتى أسير عند المساء
فأعطوه ، وكان مضى على رسول الله أربعة أيام والحجر على بطنه وقد علم بحالهم ،
فخرج ودخل حديقة المقداد ولم يبق على نخلاتها ثمرة ، ومعه علي ، فقال : يا أبا
الحسن خذ السلة وانطلق إلى النخلة ـ وأشار إلى واحدة ـ فقل لها : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : سألتك عن الله أطعمينا من ثمرك قال علي عليه السلام :
ولقد تطأطأت بحمل ما نظر الناظرون إلى مثلها ، والتقطت من أطائبها وحملت إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله فأكل وأكلت ، فأطعم المقداد وجميع عياله ، وحمل إلى الحسن
والحسين وفاطمة عليهم السلام ما كفاهم ، فلما بلغ المنزل إذا فاطمة عليها السلام يأخذها الصداع ، فقال صلى الله عليه وآله :
أبشري واصبري فلن تنالي ما عند الله إلا بالصبر ، فنزل جبرئيل بهل أتى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 394 ]
تاريخ النشر : 2025-11-12