أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني محمد بن
إسحاق الأشعري النحوي، قال: حدثني الوليد بن محمد بن إسحاق الحضرمي، عن أبيه، قال:
استأذن عمرو بن العاص على معاوية بن أبي سفيان، فلما دخل عليه استضحك معاوية، فقال
له عمرو: ما أضحكك يا أمير المؤمنين، أدام الله سرورك؟ قال: ذكرت ابن
أبي طالب وقد غشيك بسيفه فاتقيته ووليت.
فقال: أتشمت بي
يا معاوية، وأعجب من هذا يوم دعاك إلى البراز فالتمع لونك، وأطت
أضلاعك، وانتفخ منخرك، والله لو بارزته لأوجع قذالك ، وأيتم عيالك، وبزك سلطانك،
وأنشأ عمرو يقول:
معاوي لا تشمت
بفارس بهــــــــــمة * لقى فارسا لا
تعتليه الفـــــــوارس
معاوي لو أبصرت
في الحرب مقبلا * أبا حسن يهوي دهتك الوســـــاوس
وأيقنت أن
المـوت حــــــق وأنــــــه * لنفسك إن لم تمعن الركض خالــس
دعاك فصمت
دونــــــه الاذن أذرعا * ونفسك قد ضاقت عليها الأمالــــس
أتشمت بي إذ
نالنـــــــــي حد رمـحه * وعضضني ناب من الحرب ناهس
فأي امرئ لاقاه
لم يـلق شــــــــــــلوه * بمعترك تسفي علـيه الروامــــــس
أبى الله إلا
أنه ليـث غــــــــــــــــــابة * أبو أشبل تهدى إليه الفرائــــــــس
فإن كنت في شك
فأرهج عــــــجاجة * وإلا فتلك الترهـات البـــــــــسابس .
فقال معاوية :
مهلا يا أبا عبدا لله، ولا كل هذا.
قال : أنت
استدعيته.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 134
تاريخ النشر : 2023-06-16