أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
محمد بن علي عن
محمد بن الحسن عن العكلي الحرمازي عن صالح بن أسود بن صنعان الغنوي عن مسمع بن عبد
الله البصري عن رجل قال : لما بعث علي بن أبي طالب عليه السلام صعصعة بن صوحان إلى
الخوارج قالوا له : أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال : نعم قالوا
: فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فلا دين لك ! ! فقال لهم صعصعة : ويلكم ألا أقلد
من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقا لم يزل أو لم يكن رسول الله صلى
الله عليه وآله إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها
بحده مكدودا في ذات الله عنه يعبر رسول الله والمسلمون فأين تصرفون ؟ وأين تذهبون
؟ وإلى من ترغبون ؟ وعمن تصدفون ؟ عن القمر الباهر والسراج الزاهر وصراط الله
المستقيم وسبيل الله المقيم قاتلكم الله أنى تؤفكون أفي الصديق الأكبر والغرض
الأقصى ترمون طاشت عقولكم وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم لقد علوتم القلة من الجبل
وباعدتم العلة من النهل أتستهدفون أمير المؤمنين عليه السلام ووصي رسول الله صلى
الله عليه وآله لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا مبينا فبعدا وسحقا للكفرة الظالمين عدل
بكم عن القصد الشيطان وعمي بكم عن واضح المحجة الحرمان .
فقال له عبد
الله بن وهب الراسبي : نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير وهدرت فأطنبت في الهدير أبلغ
صاحبك أنا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل فقال عبد الله بن وهب أبياتا قال العكلي
الحرمازي ولا أدري أهي له أم لغيره :
كي تلزموا الحق
وحده * ونضربكم حتى يكون لنا الحكم
فإن تتبعوا حكم
الاله يكن لكم * إذا ما اصطلحنا الحق والامن والسلم
وإلا فإن
المشرفية محذم * بأيدي رجال فيهم الدين والعلم
فقال صعصعة كأني
أنظر إليك يا أخا راسب مرملا بدمائك يحجل الطير بأشلائك لا تجاب لكم داعية ولا
تسمع منكم واعية يستحل ذلك منكم إمام هدى قال
الراسبي :
سيعلم الليث إذا
التقينا * دور الرحا عليه أو علينا
أبلغ صاحبك أنا
غير راجعين عنه أو يقر لله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإن الله قابل التوب شديد العقاب
وغافر الذنب ، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج ! ! فقال صعصعة : عند الصباح يحمد القوم
السرى ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه
السلام :
أراد رسولاي
الوقوف فراوحا * يدا بيد ثم أسهما لي على السواء
بؤسا للمساكين
يا ابن صوحان أما لقد عهد إلي فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت وإن لهم يوما
يدور فيه رحا المؤمنين على المارقين فيا ويحها حتفا ما أبعدها من روح الله ثم قال
:
إذا الخيل جالت
في الفتى وتكشفت * عوابس لا يسألن غير طعان
فكرت جميعا ثم
فرق بينها * سقى رمحه منها بأحمر قان
فتى لا يلاقي
القرن إلا بصدره * إذا أرعشت أحشاء كل جبان
ثم رفع رأسه
ويده إلى السماء وقال : اللهم اشهد ثلاثا قد أعذر من أنذر ، وبك العون وإليك
المشتكى وعليك التكلان وإياك ندرأ في نحورهم أبى القوم إلا تماديا في الباطل ويأبى
الله إلا الحق فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم وأشار إلى أصحابه وقال :
استعدوا لعدوكم فإنكم غالبوهم بإذن الله ثم قرأ عليهم آخر سورة آل عمران .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 401 ]
تاريخ النشر : 2025-10-19