أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
من كلام له عليه
السلام قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة فقال عليه
السلام: أكلكم شهد معنا صفين قالوا: منا من شهد ومنا من لم يشهد. قال عليه السلام:
فامتازوا فرقتين فليكن من شهد صفين فرقة ومن لم يشهدها فرقة حتى أكلم كلا بكلامه
ونادى الناس فقال: امسكوا عن الكلام وانصتوا لقولي وأقبلوا بأفئدتكم إلي فمن
نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها ثم كلمهم عليه السلام بكلام طويل منه. ألم تقولوا
عند رفعهم المصاحف حيلة وغيلة ومكرا وخديعة: إخواننا وأهل دعوتنا استقالونا
واستراحوا إلى كتاب الله سبحانه فالرأي القبول منهم والتنفيس عنهم ! فقلت لكم: هذا
أمر ظاهره إيمان وباطنه عدوان وأوله رحمة وآخره ندامة فأقيموا على شأنكم والزموا
طريقتكم وعضوا على الجهاد بنواجذكم ولا تلتفتوا إلى ناعق نعق إن أجيب أضل وإن ترك
ذل، وقد كانت هذه الفعلة وقد رأيتكم أعطيتموها والله لئن أبيتها ما وجبت علي
فريضتها ولا حملني الله ذنبها ووالله إن جئتها إني للمحق الذي يتبع وإن الكتاب
لمعي ما فارقته مذ صحبته. فلقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وإن القتل
ليدور بين الآباء والابناء والاخوان والقرابات فما نزداد على كل مصيبة وشدة إلا
إيمانا ومضيا على الحق وتسليما للأمر وصبرا على مضض الجراح ولكنا إنما أصبحنا
نقاتل إخواننا في الاسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة والتأويل
فإذا طمعنا في خصلة يلم الله بها شعثنا ونتدانى بها إلى البقية فيما بيننا رغبنا
فيها وأمسكنا عما سواها.
-
[و] من كلام له عليه السلام للخوارج: فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم
تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله بضلالي وتأخذونهم بخطأي وتكفرونهم بذنوبي
؟ سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البراءة والسقم وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب
وقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله رجم الزاني ثم صلى عليه ثم ورثه أهله
وقتل القاتل وورث ميراثه أهله وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن ثم قسم عليهما
من الفئ ونكحا المسلمات فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وآله بذنوبهم وأقام حق
الله فيهم ولم يمنعهم سهمهم من الاسلام ولم يخرج أسماءهم من بين أهله. ثم أنتم شرار
الناس ومن رمى به الشيطان مراميه وضرب به تيهه. وسيهلك في صنفان محب مفرط يذهب به
الحب إلى غير الحق ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق وخير الناس في حالا
النمط الاوسط فالزموه والزموا السواد الاعظم فإن يد الله على الجماعة وإياكم
والفرقة فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذة من الغنم للذئب. ألا من دعا إلى
هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه وإنما حكم الحكمان ليحييا ما أحيا
القرآن ويميتا ما أمات القرآن
وإحياؤه الاجتماع عليه وإماتته الافتراق عنه، فإن جرنا القرآن إليهم اتبعناهم وإن
جرهم إلينا القرآن إتبعونا فلم آت لا أبا لكم بجرا ولاختلتكم عن أمركم ولا لبسته
عليكم وإنما اجتمع رأي ملائكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما أن لا يتعديا القرآن
فتاها عنه وتركا الحق وهما يبصرانه وكان الجور هواهما فمضيا عليه وقد سبق
استثناؤنا عليهما في الحكومة بالعدل والصمد للحق سوء رأيهما وجور حكمهما.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 368 ]
تاريخ النشر : 2025-10-18