أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
كشف الحق
للعلامة رحمه الله: روى الجمهور أن أروى بنت الحرث بن عبد المطلب دخلت على معاوية
في خلافته بالشام وهي يومئذ عجوز كبيرة فلما رآها قال: مرحبا بك يا خالة.
قالت: كيف أنت
يا ابن أختي لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير
حقك بلا بلاء كان منك ولا من أبيك بعد أن كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه
وآله فأتعس الله منكم الجدود حتى رد الله الحق إلى أهله وكانت كلمة الله هي العليا
ونبينا هو المنصور على كل ما ناوأه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت أعظم الناس في
هذا الدين بلاء وعن أهله غناء وقدرا حتى قبض الله نبيه ومغفورا ذنبه مرفوعة منزلته
شريفا عن الله مرضيا فوثب علينا بعده تيم وعدي وبنو أمية فأنت تهتدي بهداهم وتقصد
لقصدهم فصرنا بحمد الله فيكم أهل البيت بمنزلة قوم موسى في آل فرعون يذبحون
أبناءهم ويستحيون نساءهم وصار سيدنا منكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث
يقول: * (يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) * [150 / الاعراف: 7] فلم
يجمع بعد رسول الله صلى الله عليه وآله شمل ولم يسهل وعث وغايتنا الجنة وغايتكم
النار.
فقال لها عمرو
بن العاص: أيتها العجوزة الضالة أقصري من قولك وغضي من طرفك. قالت: ومن أنت ؟ قال:
أنا عمرو بن العاص قالت: با ابن النابغة اربع على ظلعك واغض لسان نفسك ما أنت من
قريش في لباب حسبها ولا صحيح نسبها ولقد ادعاك خمسة من قريش كلهم يزعم أنك ابنه
ولطالما رأيت أمك أيام منى بمكة تكسب الخطيئة وتتزن الدراهم من كل عبد عاهر هايج
وتسافح عبيدنا فأنت بهم أليق وهم بك أشبه منك تقرع بينهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 252 ]
تاريخ النشر : 2025-10-12