أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الباقر (عليه السلام)
الحافظ عن أحمد
بن عبد العزيز بن الجعد عن عبد الرحمن بن صالح، عن شعيب بن راشد عن جابر عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قام علي عليه السلام يخطب الناس بصفين يوم جمعة وذلك قبل
[ليلة] الهرير بخمسة أيام فقال: الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع خلقه البر
والفاجر وعلى حججه البالغة على خلقه من عصاه أو أطاعه إن يعف فبفضل منه، وإن يعذب
فبما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد.
أحمده على حسن
البلاء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر ديننا وأومن به وأتوكل عليه
وكفى بالله وكيلا.
ثم إني أشهد إن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودينه الذي
ارتضاه وكان أهله واصطفاه على جميع العباد بتبليغ رسالته وحججه على خلقه وكان
كعلمه فيه رؤوفا رحيما أكرم خلق الله حسبا وأجملهم منظرا وأشجعهم نفسا وأبرهم
بوالد وآمنهم على عقد لم يتعلق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قط بل كان يظلم فيغفر
ويقدر فيصفح ويعفو حتى مضى مطيعا لله صابرا على ما أصابه مجاهدا في الله حق جهاده
عابدا لله حتى أتاه اليقين فكان ذهابه عليه السلام أعظم المصيبة على جميع أهل
الارض البر والفاجر. ثم ترك فيكم كتاب الله يأمركم بطاعة الله وينهاكم عن معصيته
وقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله عهدا لن أخرج عنه وقد حضركم عدوكم وقد
عرفتم من رئيسهم يدعوهم إلى باطل وابن عم نبيكم صلى الله عليه وآله بين أظهركم
يدعوكم إلى طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكم ولا سواء من صلى قبل كل ذكر لم يسبقني
بالصلاة غير نبي الله، وأنا والله من أهل بدر، والله إنكم لعلى الحق وإن القوم
لعلى الباطل فلا يصبر القوم على باطلهم ويجتمعوا عليه وتتفرقوا عن حقكم قاتلوهم
يعذبهم الله بأيديكم فإن لم تفعلوا ليعذبنهم الله بأيدي غيركم.
فأجابه أصحابه
فقالوا: يا أمير المؤمنين انهض [بنا] إلى القوم إذا شئت فوالله ما نبغي بك بدلا
نموت معك ونحيا معك فقال لهم مجيبا لهم: والذي نفسي بيده لنظر إلي رسول الله صلى
الله عليه وآله وأنا أضرب قدامه بسيفي فقال: " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى
إلا علي " ثم قال لي: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي
بعدي وحياتك يا علي وموتك معي " فوالله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي
ولا نسيت ما عهد إلي إني إذا لنسئ وإني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه صلى الله
عليه وآله فبينها لي وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا.
ثم نهض إلى
القوم يوم الخميس فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق ما كانت صلاة القوم
يومئذ إلا تكبيرا عند مواقيت الصلاة فقتل علي عليه السلام يومئذ بيده خمس مائة
وستة نفر من جماعة القوم فأصبح أهل الشام ينادون يا علي اتق الله في البقية ورفعوا
المصاحف على أطراف القنا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 615 ]
تاريخ النشر : 2025-09-09