أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
قال نصر: وحدثني
رجل عن مالك الجهني عن زيد بن وهب أن عليا عليه السلام مر على جماعة من أهل الشام
فيهم الوليد بن عقبة وهم يشتمونه فأخبروه بذلك فوقف في ناس من أصحابه فقال: انهدوا
إليهم وعليكم بالسكينة وسيماء الصالحين ووقار الاسلام والله لأقرب قوم من الجهل بالله
عز وجل قوم قائدهم ومؤدبهم معاوية وابن النابغة وأبو الاعور السلمي وابن أبي معيط
شارب الحرام والمجلود حدا في الاسلام وهم أولى يقومون فيقصبوني ويشتموني وقبل
اليوم ما قاتلوني وشتموني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الاسلام وهم يدعوني إلى عبادة
الاصنام فالحمد لله ولا إله إلا الله وقديما ما عاداني الفاسقوني.
إن هذا هو الخطب
الجليل أن فساقا كانوا عندنا غير مرضيين وعلى الاسلام وأهله متخوفين أصبحوا وقد
خدعوا شطر هذه الامة فأشربوا قلوبهم حب الفتنة واستمالوا أهواءهم بالإفك والبهتان
وقد نصبوا لنا الحرب وجدوا في إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون.
اللهم فإنهم قد ردوا الحق فافضض جمعهم وشتت كلمتهم وابسلهم بخطاياهم فإنه لا يذل
من واليت ولا يعز من عاديت.
- وعن نمير بن
وعلة عن عامر الشعبي أن علي بن أبي طالب عليه السلام مر بأهل راية فرآهم لا يزولون
عن موقفهم فحرض الناس على قتالهم وذكر أنهم غسان فقال: إن هؤلاء القوم لن يزولوا
عن موقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم وضرب يفلق الهام ويطيح العظام وتسقط منه
المعاصم والاكف حتى تصدع جباههم وتنشر حواجبهم على الصدور والاذقان أين أهل الصبر
وطلاب الخير؟ أين من يشري وجهه لله عزوجل؟ فثابت إليه عصابة من المسلمين فدعا ابنه
محمدا فقال له: امش نحو هذه الراية مشيا رويدا على هينتك حتى إذا أشرعت في صدورهم
الرماح فأمسك يدك حتى يأتيك أمري ورأيي ففعل وأعد علي مثلهم فلما دنى منهم محمد
وأشرع الرماح في صدورهم أمر علي الذين أعد فشدوا عليهم ونهض محمد في وجوههم فزالوا
عن مواقفهم وأصابوا منهم رجالا واقتتل الناس بعد المغرب قتالا شديدا فما صلى كثير
من الناس إلا إيماء.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 505 ]
تاريخ النشر : 2025-09-06