أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
قال نصر: حدثنا
عمرو عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله قال: قام عمار يوم صفين فقال: انهضوا معي
عباد الله إلى قوم يزعمون أنهم يطلبون بدم الظالم لنفسه الحاكم على عباد الله بغير
ما في كتاب الله إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان الآمرون بالإحسان فقالوا
هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم لو درس هذا الدين: لم قتلتموه ؟ فقلنا:
لأحداثه فقالوا: إنه لم يحدث شيئا وذلك لأنه مكنهم من الدنيا فهم يأكلونها
ويرعونها ولا يبالون لو انهدمت الجبال والله ما أظنهم يطلبون بدم إنهم ليعلمون أنه
لظالم ولكن القوم دانوا للدنيا فاستحبوها واستمرؤها وعلموا أن صاحب الحق لو وليهم
لحال بينهم وبين ما يأكلون ويرعون منها إن القوم لم تكن لهم سابقة في الاسلام
يستحقون بها الطاعة والولاية فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما.
ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا تلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون ولولاها ما بايعهم من
الناس رجلان.
اللهم إن تنصرنا
فطال ما نصرت وإن تجعل لهم الامر فادخر لهم بما أحدثوا لعبادك العذاب الاليم. ثم
مضى ومضى معه أصحابه فدنا من عمرو بن العاص فقال: يا عمرو بعت دينك بمصر فتبا لك
فطال ما بغيت الاسلام عوجا.
وفي كتاب نصر:
ثم نادى عمار عبيد الله بن عمر وذلك قبل مقتله فقال: يا ابن عمر صرعك الله بعت
دينك بالدنيا من عدو الله وعدو الاسلام ؟ قال: كلا ولكني أطلب بدم عثمان الشهيد
المظلوم. قال: كلا أشهد على علمي فيك أنك أصبحت لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله
وإنك إن لم تقتل اليوم فتموت غدا فانظر إذا أعطى الله العباد على نياتهم ما نيتك.
ثم قال: اللهم
إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي هذا البحر لفعلت. اللهم إنك تعلم
أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليه حتى يخرج من ظهري
لفعلت. اللهم إني أعلم مما علمتني أني لا أعمل عملا اليوم هذا هو أرضى لك من جهاد
هؤلاء القاسطين ولو أعلم اليوم عملا هو أرضى لك منه لفعلته.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 489 ]
تاريخ النشر : 2025-09-04