أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
قال نصر: وحدثنا
عمر بن سعد وعمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قام علي عليه
السلام فخطب الناس بصفين فقال: الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق من
البر والفاجر وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه منهم ومن عصاه إن يرحم فبفضله
ومنه، وإن عذب فبما كسبت أيديهم وإن الله ليس بظلام لعبيد.
أحمده على حسن
البلاء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة وأتوكل عليه
وكفى بالله وكيلا ثم إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه على جميع
العباد لتبليغ رسالته وجعله رحمة منه على خلقه وكان كعلمه فيه رؤوفا رحيما أكرم
خلق الله حسبا وأجمله منظرا وأسخاه نفسا وأبره بوالد وأوصله لرحم وأفضله علما
وأثقله حلما وأوفاه بعهد وآمنه على عقد لم يتعلق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قط بل
كان يظلم فيغفر ويقدر فيصفح فيعفو حتى مضى صلى الله عليه وآله وسلم مطيعا لله
صابرا على ما أصابه مجاهدا في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وآله
فكان ذهابه أعظم المصيبة على جميع أهل الارض البر والفاجر.
ثم [إنه] ترك فيكم كتاب
الله يأمركم بطاعة الله وينهاكم عن معصيته وقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه
وآله عهدا فلست أحيد عنه وقد حضرتم عدوكم وعلمتم أن رئيسهم منافق بن منافق يدعوهم
إلى النار وابن عم نبيكم معكم وبين أظهركم يدعوكم إلى الجنة وإلى طاعة ربكم والعمل
بسنة نبيكم. ولا سواء من صلى قبل كل ذكر لم يسبقني بالصلاة مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أحد وأنا من أهل بدر ومعاوية طليق بن طليق، والله إنا على الحق
وإنهم على الباطل ولا يجتمعن عليه وتتفرقوا عن حقكم حتى يغلب باطلهم حقكم *
(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) * فإن لم تفعلوا ليعذبنهم الله بأيدي غيركم.
فقام أصحابه
فقالوا: يا أمير المؤمنين عليه السلام انهض بنا إلى عدونا وعدوك إذا شئت فو الله
ما نريد بك بدلا بل نموت معك [ونحيا معك]. فقال لهم: والذي نفسي يده لنظر إلي
النبي صلى الله عليه وآله وسلم [و] أضرب بين يديه بسيفي هذا فقال: " لا سيف
إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " فقال لي: " يا علي أنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وموتك وحياتك يا علي معي " والله ما كذبت
ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد إلي وإني على بينة من ربي وعلى
الطريق الواضح ألقطه لقطا.
ثم نهض إلى
القوم فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق الاحمر وما كانت صلاة القوم في
ذلك اليوم إلا تكبيرا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 485 ]
تاريخ النشر : 2025-09-04