أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
روى يحيى بن عبد
الله بن الحسن عن أبيه عبد الله بن الحسن قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام)
يخطب بالبصرة بعد دخولها بأيام فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني من
أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ؟ ومن أهل البدعة ومن أهل السنة ؟ فقال [أمير المؤمنين
عليه السلام]: ويحك أما إذا سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحدا بعدي
أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا وذلك الحق عن أمر الله وعن أمر رسوله.
و[أما] أهل
الفرقة [ف] المخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا. وأما أهل السنة فالمتمسكون بما
سنه الله لهم ورسوله وإن قلوا. وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله تعالى وكتابه
ولرسوله والعاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا وقد مضى منهم الفوج الاول وبقيت
أفواج وعلى الله فضها واستيصالها عن جدد الارض.
فقام إليه عمار
فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس يذكرون الفيء ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله
وولده فيء لنا. فقام رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس وكان ذا عارضة ولسان
شديد فقال: يا أمير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية ولا عدلت بالرعية ! ! فقال:
ولم ويحك ؟ قال: لأنك قسمت ما في العسكر وتركت النساء والاموال والذرية. فقال
[عليه السلام]: أيها الناس من كانت به جراحة فليداوها بالسمن فقال عباد: جئنا نطلب
غنائمنا فجاءنا بالترهات ! ! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إن كنت كاذبا
فلا أماتك الله حتى يدركك غلام ثقيف. فقيل ومن غلام ثقيف ؟ فقال: رجل لا يدع لله
حرمة إلا انتهكها. فقيل: أفيموت أو يقتل ؟ فقال: يقصمه قاصم الجبارين بموت فاحش
يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه ! !. يا أخا بكر أنت امرء ضعيف الرأي أو ما
علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير وأن الاموال كانت لهم قبل الفرقة وتزوجوا على
رشدة وولدوا على فطرة وإنما لكم ما حوى عسكرهم و [أما] ما كان في دورهم فهو ميراث
[لذريتهم] فإن عدا [علينا] أحد منهم أخذناه بذنبه وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب
غيره. يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكة فقسم
ما حوى العسكر ولم يتعرض لما سوى ذلك وإنما اتبعت أثره حذو النعل بالنعل.
يا أخا بكر أما
علمت أن دار الحرب يحل ما فيها وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بحق فمهلا مهلا
رحمكم الله فإن لم تصدقوني وأكثرتم علي وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ
عائشة بسهمه ؟ ! فقالوا: يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا فنحن نستغفر
الله تعالى ونادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب الله بك الرشاد
والسداد. فقام عمار فقال: أيها الناس والله إن اتبعتموه وأطعتموه لن يضل عن منهل
نبيكم (عليه السلام) حتى قيس شعرة وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول الله (صلى
الله عليه وآله) علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهج هارون (عليه السلام)
وقال له: " أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " فضلا خصه
الله به وإكراما منه لنبيه (صلى الله عليه وآله) حيث أعطاه ما لم يعطه أحدا من
خلقه. ثم قال أمير المؤمنين: انظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له فإن العالم
أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الأخس فإني حاملكم إن شاء الله إن أطعتموني على
سبيل النجاة وإن كانت فيه مشقة شديدة ومرارة عتيدة، والدنيا حلوة الحلاوة لمن اغتر
بها من الشقوة والندامة عما قليل. ثم إني أخبركم أن جيلا من بني إسرائيل أمرهم
نبيهم أن لا يشربوا من النهر. فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليلا منهم فكونوا
رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم. وأما عائشة فأدركها رأي
النساء ولها بعد ذلك حرمتها الاولى والحساب على الله يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 221 ]
تاريخ النشر : 2025-08-27