أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) عند تطوافه على القتلى: هذه قريش جدعت
أنفي وشفيت نفسي فقد تقدمت إليكم أحذركم عض السيف وكنتم أحداثا لا علم لكم بما
ترون ولكنه الحين وسوء المصرع وأعوذ بالله من سوء المصرع.
ثم مر على معبد بن المقداد فقال رحم الله أبا هذا أما إنه لو كان حيا لكان
رأيه أحسن من رأي هذا.
فقال عمار بن ياسر: الحمد لله الذي أوقعه وجعل خده الاسفل، إنا والله يا
أمير المؤمنين لا نبالي من عند عن الحق من والد وولد. فقال أمير المؤمنين (عليه
السلام): رحمك الله وجزاك عن الحق خيرا.
قال ومر بعبد الله بن ربيعة بن دراج وهو في القتلى وقال: هذا البائس ما كان
أخرجه ؟ أدين أخرجه أم نصر لعثمان ؟ والله ما كان رأي عثمان فيه ولا في أبيه بحسن.
ثم مر بمعبد بن زهير بن أبي أمية فقال: لو كانت الفتنة برأس الثريا
لتناولها هذا الغلام والله ما كان فيها بذي نخيرة ولقد أخبرني من أدركه وإنه
ليولول فرقا من السيف.
ثم مر بمسلم بن قرظة فقال: البر أخرج هذا ! ! والله لقد كلمني أن أكلم له
عثمان في شيء كان يدعيه قبله بمكة فأعطاه عثمان وقال: لولا أنت ما أعطيته إن هذا
ما علمت بئس أخو العشيرة ثم جاء المشوم للحين ينصر عثمان.
ثم مر بعبد الله بن حميد بن زهير فقال: هذا أيضا ممن أوضع في قتالنا. زعم
يطلب الله بذلك ولقد كتب إلي كتبا يؤذي عثمان فيها فأعطاه شيئا فرضي عنه.
ثم مر بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال: هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين
لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وإن كان قد كف وجلس حين شك في القتال ما ألوم
اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن المليم الذي يقاتلنا.
ثم مر بعبدالله بن حكيم بن حزام فقال: هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين
لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وإن كان قد كف وجلس حين شد في القتال ما ألوم
اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن المليم الذي يقاتلنا.
ثم مر بعبد الله بن المغيرة بن الاخنس بن شريق فقال: أما هذا فقتل أبوه يوم
قتل عثمان في الدار فخرج مغضبا لقتل أبيه وهو غلام حدث جبن لقتله.
ثم مر بعبدالله بن أبي عثمان بن الاخنس بن شريق فقال: أما هذا فكأني أنظر
إليه وقد أخذت القوم السيوف هاربا يعدو من الصف فنهنهت عنه فلم يسمع من نهنهت حتى
قتله وكان هذا مما خفي على فتيان قريش أغمار لا علم لهم بالحرب خدعوا واستنزلوا
فلما وقفوا لحجوا فقتلوا.
ثم مشى قليلا فمر بكعب بن سور فقال: هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف
يزعم أنه ناصر أمه يدعو الناس إلى ما فيه وهو لا يعلم ما فيه ثم استفتح فخاب كل
جبار عنيد أما إنه دعا الله أن يقتلني فقتله الله اجلسوا كعب بن سور فأجلس فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك
ربك حقا ؟ ثم قال: اضجعوا كعبا.
ومر على طلحة بن عبيد الله فقال: هذا الناكث بيعتي والمنشئ الفتنة في الامة
والمجلب علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي. اجلسوا طلحة بن عبيد الله فأجلس فقال له
أمير المؤمنين: يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا ؟ ثم
قال: اضجعوا طلحة وسار.
فقال له بعض من كان معه: يا أمير المؤمنين أتكلم كعبا وطلحة بعد قتلهما ؟
فقال: أم والله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله (صلى الله عليه
وآله) يوم بدر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 207 ]
تاريخ النشر : 2025-08-27