أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
ما المفيد عن
علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن الثقفي عن إبراهيم بن عمر قال:
حدثني أبي عن أخيه عن بكر بن عيسى قال: لما اصطفت الناس للحرب بالبصرة خرج طلحة
والزبير في صف أصحابهما فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الزبير بن العوام
فقال له: يا أبا عبد الله ادن مني لأفضي إليك بسر عندي. فدنا منه حتى اختلفت أعناق
فرسيهما فقال أمير المؤمنين. نشدتك الله إن ذكرتك شيئا فذكرته أما تعترف به ؟ فقال
له: نعم. فقال: أما تذكر يوما كنت مقبلا علي بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فرآك معي وأنت تبسم إلي فقال لك: يا زبير أتحب عليا ؟ فقلت:
وكيف لا أحبه وبيني وبينه من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره. فقال: إنك
ستقاتله وأنت له ظالم. فقلت: أعوذ بالله من ذلك فنكس الزبير رأسه ثم قال: إني
أنسيت هذا المقام فقال له أمير المؤمنين: دع هذا أفلست بايعتني طائعا ؟ قال: بلى
قال: أفوجدت مني حدثا يوجب مفارقتي ؟ فسكت ثم قال: لا جرم والله لا قاتلتك. ورجع
متوجها نحو البصرة فقال له طلحة: مالك يا زبير ؟ مالك تنصرف عنا سحرك ابن أبي طالب
؟ فقال: لا ولكن ذكرني ما كان أنسانيه الدهر واحتج علي ببيعتي له. فقال له طلحة:
لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك ! ! !
فقال الزبير: لم
أجبن ولكن أذكرت فذكرت فقال له عبد الله: يا أبه جئت بهذين العسكرين العظميين حتى
إذا اصطفا للحرب. قلت: أتركهما وانصرف فما تقول قريش غدا بالمدينة ؟ الله الله يا
أبت لا تشمت الاعداء ولا تشن نفسك بالهزيمة قبل القتال. قال: يا بني ما أصنع وقد
حلفت له بالله أن لا أقاتله. قال له: فكفر عن يمينك ولا تفسد أمرنا فقال الزبير:
عبدي مكحول حر لوجه الله كفارة ليميني ثم عاد معهم للقتال ! ! فقال همام الثقفي في
فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال علي (عليه السلام)
أيعتق مكحولا
ويعصى نبيه * لقد تاه عن قصد الهدى ثم عوق
أينوي بهذا
الصدق والبر والتقى * سيعلم يوما من يبر ويصدق
لشتان ما بين
الضلالة والهدى * وشتان من يعصى النبي ويعتق
ومن هو في ذات
الاله مشمر * يكبر برا ربه ويصدق
أفي الحق أن
يعصى النبي سفاهة * ويعتق من عصيانه ويطلق
كدافق ماء
للسراب يؤمه * ألا في ضلال ما يصب ويدفق
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 204 ]
تاريخ النشر : 2025-08-27