كتب التفسير/تفسير علي بن إبراهيم(تفسير القمي)/الامامة
أبي عن ابن أبي
عمير عن جميل عن أبي عبد الله قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعدما بويع
له بخمسة أيام خطبة فقال: واعلموا أن لكل حق طالبا ولكل دم ثائرا والطالب كقيام
الثائر بدمائنا والحاكم في حق نفسه هو العدل الذي لا يحيف والحاكم الذي لا يجور
وهو الله الواحد القهار.
واعلموا أن على
كل شارع بدعة وزره ووزر كل مقتد به من بعده إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من
أوزار العاملين شيئا وسينتقم الله من الظلمة مأكل بمأكل ومشرب بمشرب من لقم العلقم
ومشارب الصبر الادهم فليشربوا الصلب من الراح السم المذاف وليلبسوا دثار الخوف
دهرا طويلا ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاريق الصبر الادهم فوق ما أتوا وعملوا
أما أنه لم يبق ألا الزمهرير من شتائهم وما لهم من الصيف إلا رقدة ويحبسهم وما
توازروا وجمعوا على ظهورهم من الآثام. فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور وأوزار
الآثام مع الذين ظلموا اسمعوا واعقلوا وتوبوا وابكوا على أنفسكم فسيعلم الذين
ظلموا أي منقل ينقلبون. فأقسم ثم أقسم لتحملنها بنو أمية من بعدي وليعرفنها في دار
غيرهم عما قليل فلا يبعد الله إلا من ظلم وعلى البادي - يعني الاول - ما سهل لهم
من سبيل الخطايا مثل أوزارهم وأوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة، ومن أوزار
الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 41 ]
تاريخ النشر : 2025-08-21