أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
قال ابن أبي
الحديد في شرح النهج نقلا عن أبي جعفر الاسكافي قال: لما أجتمعت الصحابة بعد قتل
عثمان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمر الامامة أشار أبو الهيثم
بن التيهان ورفاعة بن رافع ومالك بن العجلان وأبو أيوب الانصاري وعمار بن ياسر
بعلي عليه السلام وذكروا فضله وسابقته وجهاده وقرابته فأجابهم الناس إليه فقام كل
واحد منهم خطيبا يذكر فضل علي عليه السلام فمنهم من فضله على أهل عصره خاصة ومنهم
من فضله على المسلمين كلهم كافة. ثم بويع وصعد المنبر في اليوم الثاني من يوم
البيعة وهو يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من ذي الحجة فحمد الله وأثنى عليه وذكر
محمدا فصلى عليه ثم ذكر نعمة الله على أهل الاسلام ثم ذكر الدنيا فزهدهم فيها وذكر
الآخرة فرغبهم إليها ثم قال: أما بعد فإنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
استخلف الناس أبا بكر ثم استخلف أبو بكر عمر فعمل بطريقه ثم جعلها شورى بين ستة فأفضى
الامر منهم إلى عثمان فعمل ما أنكرتم وعرفتم ثم حصر وقتل ثم جئتموني فطلبتم إلي
وإنما أنا رجل منكم لي ما لكم وعلي ما عليكم وقد فتح الله الباب بينكم وبين أهل
القبلة فأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ولا يحمل هذا الامر إلا أهل الصبر والبصر
والعلم بمواقع الامر وإني حاملكم على منهج نبيكم صلى الله عليه وآله ومنفذ فيكم ما
أمرت به إن استقتم لي والله المستعان. ألا إن موضعي من رسول الله صلى الله عليه
وآله بعد وفاته كموضعي منه أيام حياته، فامضوا لما تؤمرون به وقفوا عندما تنهون
عنه، ولا تعجلوا في أمر حتى نبينه لكم فإن لنا عن كل أمر منكر تنكرونه عذرا.
ألا وإن الله
عالم من فوق سمائه وعرشه أني كنت كارها للولاية على أمة محمد صلى الله عليه وآله
حتى اجتمع رأيكم على ذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "
أيما وال ولي الامر من بعدي أقيم على حد الصراط ونشرت الملائكة صحيفته فإن كان
عادلا أنجاه الله بعدله وإن كان جائرا انتقض به الصراط حتى تتزايل مقاصله ثم يهوي
إلى النار فيكون أول ما يتقيها به أنفه وحر وجهه " ولكني لما اجتمع رأيكم لما
يسعني ترككم. ثم التفت عليه السلام يمينا وشمالا فقال: ألا لا يقولن رجال منكم غدا
قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار وفجروا الانهار وركبوا الخيول الفارهة واتخذوا
الوصائف الروقة فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه
وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون: حرمنا ابن أبي
طالب حقوقنا. ألا وأيما رجل من المهاجرين والانصار من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله يرى أن الفضل له على من سواه لصحبته فأن له الفضل النير غدا عند الله
وثوابه وأجره على الله. وأيما رجل أستجاب لله وللرسول فصدق ملتنا ودخل في ديننا
واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الاسلام وحدوده. فأنتم عباد الله والمال مال الله
يقسم بينكم بالسوية لا فضل فيه لاحد على أحد وللمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء
وأفضل الثواب لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجرا [جزاءا " خ "] ولا ثوابا
وما عند الله خير للأبرار. وإذا كان غدا إن شاء الله فاغدوا علينا فأن عندنا مالا
نقسمه فيكم ولا يتخلفن أحد منكم عربي ولا عجمي كان من أهل العطاء أو لم يكن إلا
حضر إذا كان مسلما حرا أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
ثم نزل. قال
أبو جعفر: وكان هذا أول ما أنكروه من كلامه عليه السلام وأورثهم الضغن عليه وكرهوا
عطاءه وقسمه بالسوية. فلما كان من الغد غدا وغدا الناس لقبض المال فقال لعبيد الله
بن أبي رافع كاتبه: ابدأ بالمهاجرين فنادهم وأعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير ثم
ثن بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك ومن يحضر من الناس كلهم الاحمر والاسود فاصنع به
مثل ذلك. فقال سهل بن حنيف: يا أمير المؤمنين هذا غلامي بالأمس وقد اعتقته اليوم.
فقال: نعطيه كما نعطيك فأعطى كل واحد منهما ثلاثة دنانير ولم يفضل أحدا على أحد.
وتخلف عن هذا القسم يومئذ طلحة والزبير وعبد الله بن عمر وسعيد بن العاص ومروان بن
الحكم ورجال من قريش وغيرها.
قال: وسمع عبيد الله بن أبي رافع عبد الله بن الزبير
يقول لأبيه وطلحة ومروان وسعيدا: ما خفي علينا أمس من كلام علي ما يريد ؟ فقال
سعيد بن العاص - والتفت إلى زيد بن ثابت -: إياك أعني واسمعي يا جارة فقال ابن أبي
رافع لسعيد وابن الزبير: إن الله يقول في كتابه " ولكن أكثرهم للحق كارهون
" [43 / الزخرف]. ثم إن ابن أبي رافع أخبر عليا عليه السلام بذلك فقال: والله
إن بقيت وسلمت لهم لاقيمنهم على المحجة البيضاء والطريق الواضح قاتل الله ابن العاص
لقد عرف من كلامي ونظري إليه أمس أني أريده وأصحابه ممن هلك فيمن هلك. قال: فبينا
الناس في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة فجلسا ناحية عن علي عليه السلام ثم
طلع مروان وسعيد وعبد الله بن الزبير فجلسوا إليهما ثم جاء قوم من قريش فانضموا
إليهم فتحدثوا نجيا ساعة ثم قام الوليد بن عقبة فجاء إلى علي عليه السلام فقال: يا
أبا الحسن إنك قد وترتنا جميعا أما أنا فقتلت أبي يوم بدر صبرا وخذلت أخي يوم
الدار بالأمس وأما سعيد فقتلت أباه يوم بدر في الحرب وكان ثور قريش وأما مروان
فسخفت أباه عند عثمان إذ ضمه إليه ونحن إخوتك ونظراؤك من بني عبد مناف ونحن نبايعك
اليوم على أن تضع عنا ما أصبناه من المال في أيام عثمان وأن تقتل قتلته وإنا إن
خفناك تركتنا والتحقنا بالشام. فقال عليه السلام: أما ما ذكرتم من وتري إياكم
فالحق وتركم. وأما وضعي عنكم ما أصبتم فليس لي أن أضع حق الله عنكم ولا عن غيركم.
وأما قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتلهم اليوم لقتلتهم أمس ولكن لكم علي إن خفتموني
أن أؤمنكم وإن خفتكم أن أسيركم. فقام الوليد إلى أصحابه فحدثهم وافترقوا على إظهار
العداوة وإشاعة الخلاف. فلما ظهر ذلك من أمرهم قال عمار بن ياسر لأصحابه: قوموا
بنا إلى هؤلاء النفر من إخوانكم فإنه قد بلغنا عنهم ورأينا منهم ما نكره من الخلاف
والطعن على إمامهم وقد دخل أهل الجفاء بينهم وبين الزبير والاعسر العاق يعني طلحة.
فقام أبو الهيثم وعمار وأبو أيوب وسهل بن حنيف وجماعة معهم فدخلوا على علي عليه
السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين انظر في أمرك وعاتب قومك هذا الحي من قريش فإنهم
قد نقضوا عهدك وأخلفوا وعدك وقد دعونا في السر إلى رفضك هداك الله لرشدك، وذاك
لأنهم كرهوا الاسوة، وفقدوا الاثرة، ولما آسيت بينهم وبين الاعاجم أنكروا
واستشاروا عدوك وعظموه وأظهروا الطلب بدم عثمان فرقة للجماعة وتألفا لأهل الضلالة
فرأيك.
فخرج علي عليه السلام فدخل المسجد وصعد المنبر مرتديا بطاق مؤتزرا ببرد قطري
متقلدا سيفا متوكئا على قوس فقال: أما بعد فإنا نحمد الله ربنا وإلهنا وولينا وولي
النعم علينا الذي أصبحت نعمه علينا ظاهرة وباطنة امتنانا منه بغير حول منا ولا قوة
ليبلونا أنشكر أم نكفر، فمن شكر زاده ومن كفر عذبه، فأفضل الناس عند الله منزلة
وأقربهم من الله وسيلة أطوعهم لأمره وأعملهم بطاعته وأتبعهم لسنة رسوله وأحياهم
لكتابه ليس لاحد عندنا فضل إلا بطاعة الله وطاعة الرسول. هذا كتاب الله بين أظهرنا
وعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرته فينا لا يجهل ذلك إلا جاهل عاند عن الحق
منكر قال الله تعالى: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [13 / الحجرات]. ثم صاح بأعلى صوته:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول: فإن توليتم فإن الله لا يحب الكافرين. ثم قال: يا
معشر المهاجرين والانصار أتمنون على الله ورسوله بإسلامكم بل الله يمن عليكم أن
هداكم للإيمان إن كنتم صادقين. ثم قال: أنا أبو الحسن - وكان يقولها إذا غضب - ثم
قال: ألا إن هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونها وترغبون فيها وأصبحت تغضبكم وترضيكم
ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له فلا تغرنكم فقد حذرتموها واستتموا نعم الله
عليكم بالصبر لأنفسكم على طاعة الله والذل لحكمه جل ثناؤه. فأما هذا الفيء فليس
لاحد على أحد فيه أثرة فقد فرغ الله من قسمته فهو مال الله وأنتم عباد الله
المسلمون وهذا كتاب الله به أقررنا وله أسلمنا وعهد نبينا بين أظهرنا فمن لم يرض
به فليتول كيف شاء فإن العامل بطاعة الله والحاكم بحكم الله لا وحشة عليه. ثم نزل
عن المنبر فصلى ركعتين ثم بعث بعمار بن ياسر وعبد الرحمان بن حسل القرشي إلى طلحة
والزبير وهما في ناحية المسجد فأتياهما فدعواهما فقاما حتى جلسا إليه عليه السلام
فقال لهما: نشدتكما الله هل جئتماني طائعين للبيعة ودعوتماني إليها وأنا كاره لها
؟ قالا: نعم فقال: غير مجبرين ولا مقسورين فأسلمتما لي بيعتكما وأعطيتماني عهدكما
؟ قالا: نعم قال: فما دعاكما بعد إلى ما أرى ؟ قالا: أعطيناك بيعتنا على أن لا
تقضي في الامور ولا تقطعها دوننا وأن تستشيرنا في كل أمر ولا تستبد بذلك علينا
ولنا من الفضل على غيرنا ما قد علمت فأنت تقسم القسم وتقطع الامر وتمضي الحكم بغير
مشاورتنا ولا علمنا ! ! فقال: لقد نقمتما يسيرا وأرجأتما كثيرا فاستغفرا الله يغفر
لكما ألا تخبرانني أدفعتكما عن حق وجب لكما فظلمتكما إياه ؟ قالا: معاذ الله. قال:
فهل استأثرت من هذا المال لنفسي بشيء ؟ قالا: معاذ الله. قال: أفوقع حكم أو حق
لاحد من المسلمين فجهلته أو ضعفت عنه ؟ قالا: معاذ الله. قال: فما الذي كرهتما من
أمري حتى رأيتما خلافي ؟ قالا: خلافك عمر بن الخطاب في القسم إنك جعلت حقنا في
القسم كحق غيرنا وسويت بيننا وبين من لا يماثلنا فيما أفاء الله تعالى بأسيافنا
ورماحنا وأوجفنا عليه بخيلنا ورجلنا وظهرت عليه دعوتنا وأخذناه قسرا وقهرا ممن لا
يرى الاسلام إلا كرها. فقال عليه السلام: أما ما ذكرتموه من الاستشارة بكما فوالله
ما كانت لي في الولاية رغبة ولكنكم دعوتموني إليها وجعلتموني عليها فخفت أن أردكم
فتختلف الامة فلما أفضت إلي نظرت في كتاب الله وسنة رسوله فأمضيت ما دلاني عليه
واتبعته ولم أحتج إلى رأيكما فيه ولا رأي غيركما ولو وقع حكم ليس في كتاب الله
بيانه، ولا في السنة برهانه واحتيج إلى المشاورة فيه لشاورتكما فيه. وأما القسم
والاسوة فإن ذلك أمر لم أحكم فيه بادئ بدء قد وجدت أنا وأنتما رسول الله صلى الله
عليه وآله يحكم بذلك وكتاب الله ناطق به، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأما قولكما: جعلت فيئنا وما أفاءته سيوفنا
ورماحنا سواء بيننا وبين غيرنا. فقديما سبق إلى الاسلام قوم ونصروه بسيوفهم ورماحهم
فلم يفضلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في القسم ولا آثرهم بالسبق والله سبحانه
موف السابق والمجاهد يوم القيامة أعمالهم وليس لكما والله عندي ولا لغير كما إلا
هذا أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق وألهمنا وإياكم الصبر. ثم قال: رحم الله
امرءا رأى حقا فأعان عليه ورأى جورا فرده وكان عونا للحق على من خالفه.
قال ابن أبي
الحديد: فإن قلت فإن أبا بكر قسم بالسواء ولم ينكروا ذلك كما أنكروه أيام أمير
المؤمنين عليه السلام ؟ قلت إن أبا بكر قسم محتذيا لقسم رسول الله صلى الله عليه وآله
فلما ولي عمر الخلافة ونفل قوما على قوم ألفوا ذلك ونسوا تلك القسمة الاولى وطالت
أيام عمر وأشربت قلوبهم حب المال وكثرة العطاء، وأما الذين اهتضموا فقنعوا ومرنوا
على القناعة فلما ولي عثمان أجرى الامر على ما كان عمر يجريه فازداد وثوق العوام
بذلك، ومن ألف أمرا شق عليه فراقه فلما ولي أمير المؤمنين عليه السلام أراد أن يرد
الامر إلى ما كان في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وقد نسي ذلك ورفض وتخلل
بين الزمانين إثنان وعشرون سنة فشق ذلك عليهم وأنكروه وأكبروه حتى حدث ما حدث ولله
أمر هو بالغه.
-
وروى ابن أبي الحديد أيضا عن الطبري وغيره أن الناس غشوه وتكاثروا عليه يطلبون
مبايعته وهو يأبى ذلك ويقول: دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه
وألوان لا تثبت عليه العقول ولا تقوم له القلوب.
قالوا [له]
ننشدك الله ألا ترى الفتنة ؟ ألا ترى إلى ما حدث في الاسلام ؟ ألا تخاف الله ؟ فقال: قد أجبتكم لما أرى منكم واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن
تركتموني فإنما أنا كأحدكم بل أنا أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم فقالوا: ما
نحن بمفارقيك حتى نبايعك قال: إن كان لابد من ذلك ففي المسجد إن بيعتي لا تكون
خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين وفي ملاء وجماعة. فقام والناس حوله فدخل المسجد
وانثال عليه المسلمون فبايعوه [و] فيهم طلحة والزبير. قال: وروى أبو عثمان الجاحظ
قال: أرسل طلحة والزبير إلى علي (عليه السلام) قبل خروجهما إلى مكة مع محمد بن
طلحة وقالا: لا تقل له يا أمير المؤمنين وقل له: يا أبا الحسن لقد فال فيك رأينا
وخاب ظننا أصلحنا لك الامر ووطدنا لك الامرة وأجلبنا على عثمان حتى قتل فلما طلبك
الناس لأمرهم جئناك وأسرعنا إليك وبايعناك وقدنا إليك أعناق العرب ووطئ المهاجرون
والانصار أعقابنا في بيعتك حتى إذا ملكت عنانك استبددت برأيك عنا ورفضتنا رفض
التريكة وملكت أمرك الاشتر وحكيم بن جبلة وغيرهما من الاعراب ونزاع الامصار فكنا
فيما رجوناه منك كما قال الاول: فكنت كمهريق الذي في سقائه * لرقراق آل فوق رابية
صلد فلما جاءه محمد بن طلحة. وأبلغه ذلك قال (عليه السلام): إذهب إليهما فقل لهما:
فما الذي يرضيكما فذهب وجاء وقال: إنهما يقولان: ولِّ أحدنا البصرة والآخر الكوفة
فقال: والله إني لا آمنهما وهما عندي بالمدينة فكيف آمنهما وقد وليتهما العراقين
اذهب إليهما فقل: أيها الشيخان أحذرا من الله ونبيه على أمته ولابتغيا المسلمين
غائلة وكيدا وقد سمعتما قول الله " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون
علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " [83 / القصص]. فقام محمد بن طلحة
فأتاهما ولم يعد إليه، وتأخرا عنه أياما ثم جاءاه فاستأذناه في الخروج إلى مكة
للعمرة فأذن لهما بعد أن أحلفهما أن لا ينقضا بيعته ولا يغدرا به ولا يشقا عصا
المسلمين ولا يوقعا الفرقة بينهم وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة فحلفا
على ذلك كله ثم خرجا ففعلا ما فعلا. قال: ولما خرجا قال علي (عليه السلام) لأصحابه:
والله ما يريدان العمرة وإنما يريدان الغدرة " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه
ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ".
وروى عن الطبري
أنه لما بايع الناس عليا أتى الزبير فاستأذن عليه قال أبو حبيبة مولى الزبير
فأعلمته به فسل السيف ووضعه تحت فراشه وقال: إئذن له فأذنت له فدخل فسلم وهو واقف
ثم خرج فقال الزبير لقد دخل الامر ما قضاه قم مقامه وانظر هل ترى من السيف شيئا ؟
فقمت في مقامه فرأيت ذباب السيف فأخبرته فقال ذاك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 16 ]
تاريخ النشر : 2025-08-21