أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/علم الامام/الامام علي عليه السلام
كتاب صفوة
الأخبار : عن أبي إسماعيل ، عن أبي نون ، قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه
وآله دخل المدينة رجل من أولاد داود عليه السلام على دين اليهود ، فوجد الناس
متفزعين مغمومين ، فقال : ما شأنكم؟. قالوا : توفي رسول الله صلى الله عليه
وآله. فقال : أما إنه توفي في اليوم الذي هو مذكور في كتابنا ، ثم قال : أرشدوني
إلى خليفة نبيكم، قالوا : تنتظر قليلا حتى نرشدك إلى من يخبرك بما تسأل ، فأقبل
أمير المؤمنين عليه السلام من باب المسجد ، فقالوا :عليك بهذا الغلام فإنه يخبرك
عما تسأل. فقام إليه وقال له : أأنت علي بن أبي طالب عليه السلام؟.
فقال : نعم ،
يرحمك الله ، وأخذ بيده وأجلسه.
وقال : أردت أن
أسأل هؤلاء عن أربعة حروف فأرشدوني إليك ، فعن إذنك أسألك؟.
فقال له : سل
عما بدا لك ، فإني أخبرك إن شاء الله تعالى.
فقال : أخبرني
عن أول حرف كلم الله به نبيك لما أسري به ورجع عن محل الشرف؟ وأخبرني عن الأربعة
الذين كشف مالك عنهم طبقا من أطباق النار فكلموا نبيك؟ وأخبرني عن الملك الذي زاحم
نبيك؟ وأخبرني عن منزل نبيك في الجنة؟.
فقال عليه السلام
: أما أول حرف كلم الله عز وجل نبينا صلى الله عليه وآله به فهو قوله تعالى : (
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ).
فقال : ليس هذا
أردت ، ولا عنه سألت.
فقال : إن الأمر
الذي تريد مستور.
فقال : أخبرني
بالذي هو ، وإلا فما أنت هو؟.
فقال له : إذا
أنبأتك تسلم؟.
قال : نعم.
فقال : إن رسول
الله صلى الله عليه وآله لما رجع عن محل الشرف والكرامة ليلة الإسراء رفع له
الحجاب قبل أن يصير إلى مقام جبرئيل عليه السلام ونادى ملك : يا محمد [ صلى الله
عليه وآله ]! إن الله يقرئك السلام ويقول لك : اقرأ على السيد المولى مني
السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من السيد المولى؟. فقال : علي بن
أبي طالب [ ع ].
فقال اليهودي :
صدقت إني لأجده مكتوبا في كتاب داود عليه السلام.
فقال : وأما
الأربعة الذين كشف عنهم مالك طبق النار فهم : قابيل ، ونمرود ، وهامان ، وفرعون.
فقالوا : يا
محمد [ صلى الله عليه وآله ]! اسأل ربك يردنا إلى الدنيا حتى نعمل صالحا ، فغضب
جبرئيل عليه السلام وأخذ الطبق بريشة من جناحه ورده عليهم. وأما الملك الذي زاحم
نبينا صلى الله عليه وآله فإنه ملك الموت ، جاء من عند جبار من ملوك الدنيا قد
تكلم عند موته بكلام عظيم فغضب لله فزاحم نبينا ولم يعرفه لغيظه.
فقال جبرئيل
عليه السلام : يا ملك الموت! هذا محمد بن عبد الله رسول الله وحبيبه.
فقال : إني أتيت
من عند ملك جبار قد تكلم بكلام عظيم عند موته فغضبت لله عز وجل ولم أعرفك ، فعذره
رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما منزل رسول
الله ، فإن مسكنه جنة عدن ومعه فيها أوصياؤه الاثنا عشر ، وفوقها منزل يقال له :
الوسيلة ، وليس في الجنة شبهه ولا أرفع منه ، وهو منزل رسول الله صلى الله عليه
وآله.
فقال الداودي :
والله لقد رأيته في كتاب داود عليه السلام ، ولقد صدقت ، وإنا متوارثوه واحد عن
واحد حتى وصل إلي ، فأخرج كتابا فيه مسطور ما ذكر.
ثم قال : مد يدك
أجدد إسلامي ، ثم قال : والله إنك خير هذه الأمة بعد نبيها وأكرمها على الله
تعالى. وعلمه دينه وشرائع الإسلام ، وقد أسلم وحسن إسلامه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 99 ]
تاريخ النشر : 2025-08-09