أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/علم الامام/الامام الصادق عليه السلام
إرشاد القلوب :
ـ بحذف الإسناد ـ مرفوعا إلى الصادق عليه السلام قال : لما بايع الناس عمر بعد
وفاة أبي بكر أتاه رجل من شبان اليهود ـ وهو في المسجد ـ فسلم عليه والناس حوله ،
فقال : يا أمير المؤمنين! دلني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وسنته؟. فأومأ
إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : هذا. فتحول الرجل إلى علي عليه السلام
فسأله : أنت كذلك؟.
قال : نعم.
فقال : إني
أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة.
قال : أفلا قلت
عن سبع؟.
قال اليهودي :
لا ، إنما أسألك عن ثلاث ، فإن أجبت فيهم فسألتك عن ثلاث بعدها ، وإن لم تصب لم
أسألك.
فقال أمير
المؤمنين عليه السلام : أخبرني إذا أجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك؟ ـ وكان الفتى
من علماء اليهود وأحبارهم ، يروون أنه من ولد هارون أخي موسى بن عمران ـ.
فقال : نعم.
قال أمير
المؤمنين عليه السلام : بالله الذي لا إله إلا هو لئن أجبتك بالصواب والحق لتسلمن
وتدع اليهودية ، فحلف له وقال : ما جئتك إلا مرتادا أريد الإسلام.
فقال : يا
هاروني! سل عما بدا لك تخبر إن شاء الله.
فقال : أخبرني
عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض؟ وعن أول عين نبعت في الأرض؟ وعن أول حجر وضع على
وجه الأرض؟.
فقال أمير
المؤمنين عليه السلام : أما أول شجرة نبتت على وجه الأرض ، فإن أهل الأرض يزعمون
أنها الزيتونة وكذبوا ، وإنما هي النخلة ، وهي العجوة ، هبط بها آدم من الجنة
فغرسها ، وأصل النخل كله منها ، وأما أول عين نبعت على وجه الأرض ، فإن اليهود
يزعمون أنها العين التي في بيت المقدس تحت الحجر وكذبوا ، بل هي عين الحياة التي
انتهى موسى وفتاه إليها فغسلا فيها السمكة فحييت ، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء
إلا حيي ، وكان الخضر عليه السلام شرب منها ولم يجدها ذو القرنين ، وأما أول حجر
وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنه الحجر الذي في بيت المقدس وكذبوا ، وإنما
هو الحجر الأسود هبط به آدم (ع) من الجنة فوضعه على الركن ، والناس يستلمونه ،
وكان أشد بياضا من الثلج فاسود من خطايا بني آدم.
قال : فأخبرني
كم لهذه الأمة من إمام هدى هادين مهديين ، لا يضرهم خذلان من خذلهم؟ وأين منزل
محمد من الجنة؟ ، ومن معه من أمته في الجنة؟.
قال أمير
المؤمنين عليه السلام : أما قولك : كم لهذه الأمة من إمام هدى؟
وأين منزل محمد
في الجنة؟ ومن معه من أمته في الجنة؟ فإن الأئمة اثنا عشر ، وأما منزل محمد ففي
أشرف الجنان وأفضلها : جنة عدن ، وأما الذين معه فهم الأئمة الاثنا عشر أئمة
الهدى.
قال الفتى :
صدقت ، فوالله الذي لا إله إلا هو إنه لمكتوب عندي بإملاء موسى وخط هارون بيده.
ثم قال : أخبرني
كم يعيش وصي محمد صلى الله عليه وآله بعده؟ وهل يموت موتا أو يقتل قتلا؟.
قال له : ويحك!
أنا وصي محمد ، أعيش بعده ثلاثين لا تزيد يوما ولا تنقص يوما ، ثم يبعث أشقاها
شقيق عاقر ناقة صالح ، فيضربني ضربة في مفرقي فتخضب منه لحيتي ، ثم بكى عليه السلام
بكاء شديدا.
قال : فصرخ
الفتى وقطع كستيجه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى
الله عليه وآله ، ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 95 ]
تاريخ النشر : 2025-08-09