جعفر بن أحمد
معنعنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرجت أنا وأبي ذات يوم فاذا هو بأناس
من أصحابنا بين المنبر والقبر فسلم عليهم ثم قال : أما والله إني لاحب ريحكم
وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، من ائتم بعبد فليعمل بعمله، وأنتم شيعة
آل محمد (ص) وأنتم شرط الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الاولون والسابقون
الآخرون في الدنيا في الاخرة إلى الجنة قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وضمان رسول
الله وأهل بيته ، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة وكل مؤمن صديق.
كم مرة قد قال
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقنبر : يا قنبر ابشر وبشر واستبشر ،
والله لقد قبض رسول الله (ص) وهو ساخط على جميع امته إلا الشيعة ، وإن لكل شيء شرف
، وإن شرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء عروة ، وإن عروة الدين الشيعة ، ألا وإن
لكل شيء إمام وإمام الارض أرض يسكن فيه الشيعة ألا وإن لكل شيء سيد وسيد المجالس
مجالس الشيعة ، ألا وإن لكل شيء شهوة وشهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها.
والله لولا ما
في الارض منكم ما استكمل أهل خلافكم طيبات مالهم ، ومالهم في الآخرة من نصيب ، كل
ناصب وإن تعبد منسوب إلى هذه الآية : « وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا
حامية تسقى من عين آنية » ومن دعا من مخالف لكم فإجابة دعائه لكم، ومن طلب منكم
إلى الله حاجة فله مائة ، ومن سأل مسألة فله مائة ، ومن دعا بدعوة فله مائة ، ومن
عمل منكم حسنة فلا يحصى تضاعفها ، ومن أساء منكم سيئة فمحمد صلى الله عليه وآله
حجيجه يعني يحاج عنه من تبعتها.
والله إن صائمكم
ليرعى في رياض الجنة تدعو له الملائكة بالعون حتى يفطر ، وإن حاجكم ومعتمركم لخاص
الله ، وإنكم جميعا لأهل دعوة الله وأهل إجابته وأهل ولايته لا خوف عليكم ولا حزن
، كلكم في الجنة ، فتنافسوا في فضائل الدرجات.
والله ما من أحد
أقرب من عرش الله تعالى يوم القيامة من شيعتنا ، ما أحسن صنع الله إليكم ، والله
لولا أن تفتنوا فيشمت بكم عدوكم ويعلم الناس ذلك لسلمت عليكم الملائكة قبلا ، وقد
قال أمير المؤمنين عليه السلام : يخرج أهل ولايتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة
وجوههم قرت أعينهم قد اعطوا الامان يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون
، والله ما من عبد منكم يقوم إلى صلاته إلا وقد اكتنفته الملائكة من خلفه يصلون
عليه ويدعون له حتى يفرغ من صلاته ألا وإن لكل شيء جوهر وجوهر ولد آدم صلوات الله
عليه وسلامه نحن وشيعتنا.
قال سعدان بن
مسلم : وزاد في الحديث عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام
: والله لولاكم ما زخرفت الجنة ، والله لولاكم ما خلقت الحور والله لولاكم ما نزلت
قطرة ، والله لولاكم ما نبتت حبة ، والله لولاكم ما قرت عين ، والله لالله أشد حبا لكم مني ، فأعينونا على
ذلك بالورع والاجتهاد والعمل بطاعته.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 108 ]
تاريخ النشر : 2025-06-10